zingales28_ Michael NagleBloombergGetty Images market state economy Michael NagleBloomberg/Getty Images

دفن مبدأ "حرية العمل" الميت الحي

شيكاغو ــ يبدو أن عبارة "عودة الدولة" أصبحت على كل لسان تقريبا في أيامنا هذه. نظرا للتحديات العالمية التي تفرضها جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) وتغير المناخ، كما تقول الحجة، فإن الحكومات، وليس الأسواق، هي التي ينبغي لها أن تكون مسؤولة عن تخصيص الموارد. والآن بات من الواضح أن الثورة النيوليبرالية الجديدة التي بدأها رونالد ريجان ومارجريت تاتشر بلغت منتهاها.

لكن هذا التضاد بين الدولة والسوق مضلل، وهو يشكل عقبة كبرى تحول دون فهم ومعالجة تحديات السياسة اليوم. نشأ هذا الانقسام في القرن التاسع عشر، عندما كانت قواعد الحكم الملغزة الغامضة التي تضرب بجذورها في الماضي الإقطاعي تشكل العقبة الرئيسية التي تحول دون إنشاء أسواق تنافسية. وفي وقت لاحق، رُفِـعَـت صرخة المعركة لهذا الكفاح المشروع إلى حد كبير إلى مستوى جديد من "حرية العمل" أو "عدم التدخل"، في تجاهل لحقيقة مفادها أن الأسواق هي ذاتها مؤسسات يعتمد عملها الفَـعّـال على القواعد. السؤال ليس ما إذا كان من الواجب أن تكون هناك قواعد، بل من ينبغي له أن يتولى وضعها، ولمصلحة من.

في القرن الحادي والعشرين، أصبح هذا التضاد بين الدولة والسوق عتيقا عفا عليه الزمن. إن تدخل الدولة من الممكن أن يؤدي إلى تعزيز الأسواق. كانت إمكانية نقل أرقام الهواتف المحمولة التي أدخلتها أغلب البلدان المتقدمة سببا في حفز المنافسة بين شركات تقديم خدمات الأجهزة الخلوية. وتحاول الضوابط التنظيمية التي وضعتها إدارة الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة إقناع المسافرين بوضع ثقتهم في شركات الطيران الجديدة، وبالتالي تشجيع الشركات الجديدة والمنافسة في هذا القطاع. ولم تكتف عملية Warp Speed بالتعجيل بتطوير لقاحات كوفيد-19، بل عززت أيضا المزيد من المنافسة بين منتجي اللقاحات.

https://prosyn.org/kytd3psar