rosman1_GENYA SAVILOVAFP via Getty Images_putin wheat crisis GENYA SAVILOV/AFP via Getty Images

بوتن وأزمة الغذاء العالمية

لندن ــ في أعقاب أزمة المناخ المتفاقمة، وجائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، وارتفاع أسعار الطاقة إلى عنان السماء، كانت الحرب في أوروبا القشة التي قصمت ظهر نظام الغذاء العالمي الهش. والآن، بعد أن أصبح ما يصل إلى 50 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم على شـفـا المجاعة، فمن المؤكد أن الأوكرانيين ليسوا وحدهم الذي يدفعون ثمن غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لبلدهم.

تضرب روسيا الحصار على البحر الأسود، ويتسبب هذا في احتجاز ما يقرب من 20 مليون طن من الحبوب في الموانئ الأوكرانية ــ ما يعادل الاستهلاك السنوي لكل البلدان الأقل نموا. ولكن حتى لو أُفـرِج عن هذه الإمدادات، فلن تكون كافية، لأن غزو بوتن كان مجرد أحدث ضربة يتلقاها نظام الغذاء العالمي المتعطل بالفعل. يجب أن يستعد العالم الآن لأزمة غذائية تدوم سنوات وليس بضعة أشهر.

الأزمة الحالية أزمة تسعير، مع ارتفاع المؤشر الذي تصدره منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى مستوى غير مسبوق. ولكن بحلول هذا الوقت من العام المقبل، ربما نواجه أزمة توافر الغذاء. يتناول تقريرنا الجديد حول التداعيات العالمية التي خلفتها حرب أوكرانيا كيف ستتسبب مواسم الزراعة المعطلة في تقويض صادرات أوكرانيا الزراعية، في حين ستؤدي أزمة الأسمدة العالمية ــ التي تفاقمت بسبب الصراع ــ إلى إضعاف قدرة العديد من البلدان على إطعام نفسها.

https://prosyn.org/W5e2464ar