harrington17_MikhailSvetlovGettyImages_putinjongunshakehands Mikhail Svetlov/Getty Images

كيم جونج أون واستراتيجية أموال البيسبول

أتلانتا ــ أعطى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأولوية للأبهة والبذخ على السياسة فيما كان يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع. كان الاستثناء الوحيد قضية كوريا الشمالية، التي أجرت مؤخرا المزيد من اختبارات الصواريخ القصيرة المدى قبالة ساحلها الشرقي. من الواضح أن آبي حريص على إبقاء اليابان والولايات المتحدة على نفس الخط الآن بعد أن تعثرت محادثات نزع الأسلحة النووية التي يجريها ترمب مع دكتاتور كوريا الشمالية كيم جونج أون. ولكن في مؤتمر صحافي مشترك يوم الاثنين، نبذ ترمب المخاوف بشأن الاختبارات الأخيرة ــ خارجا بذلك ليس فقط عن خط آبي بل وأيضا خط مستشاريه.

الواقع أن آبي لديه من الأسباب ما يدعو إلى القلق إزاء اكتساب كيم لميزة دبلوماسية مهمة. من المؤكد، في ظل التحديات التي تواجه اقتصاد كوريا الشمالية ونقص المواد الغذائية الذي يلوح في الأفق، أن العلاقة الأفلاطونية بين كيم وترمب فشلت في ضمان تخفيف العقوبات الاقتصادية. لكن كيم أعاد اليوم تشكيل فريقه التفاوضي وحاول اصطناع هيئة رجل الدولة المحنك، عارضا عقد قمة أخرى مع ترمب إذا كانت الشروط لائقة.

في الوقت ذاته، كان كيم حريصا على دعم موقفه لإجراء المزيد من المفاوضات، وخاصة من خلال التواصل مع الصين وروسيا. من المؤكد أن مثل هذه المبادرات من قِبَل نظام كوريا الشمالية ليست غير مسبوقة، لكنها غير معتادة. نظرا لكونه سليل أسرة حاكمة عملت طوال سبعين عاما على حماية استقلال كوريا الشمالية، ينظر كيم، مثله في ذلك كمثل جده كيم إل سونج مؤسس الدولة، إلى الاعتماد على الذات الوطنية على أنها عقيدة مقدسة. ورغم أن الصين وروسيا حليفتان تقليديتان لنظام كيم، فإن جد كيم ووالده كيم جونج إل، كانا حريصين دوما على البقاء على مسافة من القوتين، وكانا غالبا يؤلبان كل من القوتين ضد الأخرى. على النقيض من هذا، يتعاون كيم مع القوتين لإمالة المشهد الجيوستراتيجي لصالحه.

https://prosyn.org/Uz00o1lar