نيوهافين ــ من الواضح أننا نستشعر الآن تأثيرات الجزع الناجم ليس عن جائحة واحدة بل جائحتين. فأولا هناك جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19)، التي تصيبنا بالجزع لأننا، أو الأشخاص الذين نحبهم، في أي مكان في العالم، ربما يصبحون قريبا مرضى بدرجة خطيرة، بل وربما حتى يقتلهم المرض. وثانيا، هناك جائحة الجزع إزاء العواقب الاقتصادية المترتبة على الجائحة الأولى.
الواقع أن هاتين الجائحتين مترابطتان، لكنهما لا يشكلان ذات الظاهرة. ففي الجائحة الثانية، انتشرت قصص الخوف كالفيروس حتى أننا صرنا نفكر فيها على نحو لا ينقطع. كانت سوق الأسهم تسقط كالصخرة، في الاستجابة للقصص حول استنفاد أزمة فيروس كورنا 2019 لمدخراتنا التي جمعناها طوال حياتنا ما لم نتخذ بعض التدابير والإجراءات. ولكن على النقيض من مرض فيروس كورونا 2019 في حد ذاته، نجد أن مصدر جزعنا هنا هو أننا لا نعرف على وجه اليقين ما الإجراء الذي يتعين علينا أن نتخذه.
من المؤكد أنه ليس خبرا سارا أن نعلم أن جائحتين تعملان في ذات الوقت. وكل منهما قد تغذي الأخرى. فإغلاق الأعمال والشركات، وارتفاع البطالة إلى عنان السماء، وخسارة الدخل، كلها عوامل تغذي الجزع المالي، وهو ما من شأنه أن يُــثـني الناس، اليائسين في البحث عن عمل، عن اتخاذ الاحتياطات الكافية ضد انتشار المرض.
وهو ليس خبرا سارا أيضا عندما نعلم أن كلا من العدوى الوبائية الأولى والثانية بلغت حد الجائحة العالمية. عندما يقتصر انخفاض الطلب على دولة واحدة، تتوزع الخسارة جزئيا في الخارج، في حين لا يتضاءل الطلب على صادرات تلك الدولة كثيرا. ولكن هذه المرة، لن يعمل صمام الأمان الطبيعي هذا، لأن الركود يهدد كل بلدان العالم تقريبا.
يبدو أن كثيرين يفترضون أن الجزع المالي ليس سوى نتيجة ثانوية مباشرة لأزمة مرض فيروس كورونا 2019 ــ وهي ردة فعل طبيعية تماما لجائحة مرضية. لكن الجزع ليس منطقيا تماما. بل إن جائحة الجزع المالي، التي تنتشر من خلال ردة الفعل المذعورة إزاء انخفاض الأسعار بشكل كبير وتغير السرد، لها حياة خاصة بها.
ربما تتوسط في التأثيرات التي يخلفها الجزع المالي على سوق الأسهم ظاهرة يسميها عالِم النفس بول سلوفيتش من جامعة أوريجون وزملاؤه "الحدس المهني الوجداني". عندما ينزعج الناس عاطفيا بسبب حدث مأساوي، فإنهم يتفاعلون بالخوف حتى في ظل ظروف لا تحمل أي سبب للخوف.
Secure your copy of PS Quarterly: The Year Ahead 2025
Our annual flagship magazine, PS Quarterly: The Year Ahead 2025, has arrived. To gain digital access to all of the magazine’s content, and receive your print copy, subscribe to PS Digital Plus now.
Subscribe Now
في ورقة بحثية مشتركة مع وليام جوتزمان وداسول كيم، وجدنا أن الزلازل القريبة تؤثر على تقدير الناس لاحتمال انهيار سوق الأسهم بحجم انهيار 1929 أو انهيار 1987. فإذا وقع زلزال كبير مركزه على مسافة ثلاثين ميلا (48 كيلومترا) في غضون الأيام الثلاثين السابقة، فمن المرجح أن يكون تقييم المستجيبين لاحتمال الانهيار أعلى بشكل ملحوظ. هذا هو الحدس المهني الوجداني عمليا.
ربما يكون من المنطقي أن تكون توقعاتنا بهبوط سوق الأوراق المالية بسبب وباء مَـرَضي أكبر من توقعاتنا بانهيارها بسبب زلزال حديث، ولكن ربما ليس بحجم الانهيار الذي شهدناه مؤخرا. إذا انتشر اعتقاد على نطاق واسع بأن العلاج يمكن أن يحد من شدة جائحة مرض فيروس كورونا 2019 بحيث لا تتجاوز بضعة أشهر، أو حتى أن الجائحة قد تستمر لمدة عام أو عامين، فإن هذا قد يشير إلى أن مخاطر سوق البورصة ليست شديدة بالنسبة للمستثمر الطويل الأجل. أي أن المرء يستطيع أن يشتري الأسهم ويحتفظ بها وينتظر.
لكن عدوى الجزع المالي تعمل على نحو مختلف عن العدوى الـمَـرَضية. فهي تتغذى جزئيا على أشخاص يلاحظون افتقار آخرين إلى الثقة، وهو ما ينعكس في انخفاض الأسعار، وردود الفعل العاطفية إزاء الانحدار من جانب الآخرين. تحدث الفقاعات السلبية في سوق الأسهم عندما يرى الناس الأسعار تهبط، وفي محاولة اكتشاف السبب يشرعون في تضخيم القصص التي تفسر الانحدار. ثم تهبط الأسعار في الأيام اللاحقة، ويتكرر هذا بلا انقطاع.
تعمل مراقبة الانخفاضات المتتالية في أسعار الأسهم على خلق شعور قوي بالندم بين أولئك الذين لم يبيعوا، إلى جانب الخوف من أن المرء قد يبيع عند أدنى مستوى للأسعار. ويعمل الندم والخوف على تحفيز اهتمام الناس بالروايات حول الجائحتين. ويتوقف الاتجاه الذي قد تسلكه السوق بعد ذلك على طبيعتها ومدى تطورها.
لكي نفهم هذا، ما علينا إلا أن نتذكر أن سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة لم تنهار عندما بدأت وسائل الإعلام الإخبارية في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من عام 1918 تغطي أخبار جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي حصدت في نهاية المطاف أرواح 675 ألف أميركي (وأكثر من خمسين مليون شخص حول العالم). بل إن الأسعار الشهرية في سوق الولايات المتحدة كانت في اتجاه صعودي من سبتمبر/أيلول 1918 إلى يوليو/تموز 1919.
ما السبب وراء عدم انهيار السوق؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن الحرب العالمية الأولى، التي كانت تقترب من نهايتها بعد المعركة الكبرى الأخيرة، معركة المارن الثانية، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 1918، زاحمت القصص حول الإنفلونزا، وخاصة بعد توقيع اتفاق الهدنة في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. ولعل قصة الحرب كانت أشد عدوى من قصة الإنفلونزا.
سبب آخر هو أن علم الأوبئة كان في مراحله المبكرة. ولم تكن الفاشيات المرضية من الممكن التنبؤ بها، ولم يكن عامة الناس يصدقون نصيحة الخبراء تماما، وكان التزام الناس بتدابير التباعد الاجتماعي "مهلهلة". علاوة على ذلك، كان من المعتقد عموما أن الأزمات الاقتصادية كانت أزمات مصرفية، ولم تكن هناك أزمة مصرفية في الولايات المتحدة، حيث جرى الترويج على نطاق واسع لنظام الاحتياطي الفيدرالي الذي تأسس قبل بضع سنوات في عام 1913 على أنه قادر على إزالة هذا الخطر.
لكن لعل السبب الأكثر أهمية وراء خفوت السرد المالي خلال وباء الإنفلونزا في عام 1918 كان أن قِلة قليلة من الناس كانوا يمتلكون أسهم قبل قرن من الزمن، وأن الادخار للتقاعد لم يكن يشكل مصدر قلق كما هي الحال اليوم، وهو ما يرجع جزئيا إلى أن الناس كانوا لا يعيشون طويلا، وإذا طالت أعمارهم فإنهم كانوا يعتمدون على الأسرة عادة.
هذه المرة مختلفة بطبيعة الحال. فنحن نرى مدى ذعر المشترين في متاجر البقالة المحلية، على النقيض من عام 1918، عندما كان النقص في زمن الحرب من الأحداث المعتادة المنتظمة. ولكن الآن، بعد أن تجاوزنا أزمة الركود العظيم قبل فترة بسيطة، من المؤكد أننا ندرك تمام الإدراك إمكانية حدوث انخفاضات كبرى في أسعار الأصول. وبدلا من حرب عالمية مأساوية، تنشغل الولايات المتحدة هذه المرة باستقطابها السياسي، ولا يخلو الأمر من العديد من الروايات الغاضبة حول سوء إدارة الحكومة الفيدرالية للأزمة.
من الصعب للغاية التنبؤ بسوق الأوراق المالية في وقت كهذا. وللقيام بذلك بشكل جيد، يتعين علينا أن نتنبأ بالتأثيرات المباشرة التي قد تخلفها جائحة مرض فيروس كورونا 2019 على الاقتصاد، فضلا عن كل التأثيرات الحقيقية والنفسية المترتبة على جائحة الجزع المالي. الأمران مختلفان، لكنهما لا ينفصلان.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
Though Donald Trump attracted more support than ever from working-class voters in the 2024 US presidential election, he has long embraced an agenda that benefits the wealthiest Americans above all. During his second term, however, Trump seems committed not just to serving America’s ultra-rich, but to letting them wield state power themselves.
The reputation of China's longest-serving premier has fared far better than that of the Maoist regime he faithfully served. Zhou's political survival skills enabled him to survive many purges, and even to steer Mao away from potential disasters, but he could not escape the Chairman's cruelty, even at the end of his life.
reflects on the complicated life and legacy of the renowned diplomat who was Mao Zedong’s dutiful lieutenant.
نيوهافين ــ من الواضح أننا نستشعر الآن تأثيرات الجزع الناجم ليس عن جائحة واحدة بل جائحتين. فأولا هناك جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19)، التي تصيبنا بالجزع لأننا، أو الأشخاص الذين نحبهم، في أي مكان في العالم، ربما يصبحون قريبا مرضى بدرجة خطيرة، بل وربما حتى يقتلهم المرض. وثانيا، هناك جائحة الجزع إزاء العواقب الاقتصادية المترتبة على الجائحة الأولى.
الواقع أن هاتين الجائحتين مترابطتان، لكنهما لا يشكلان ذات الظاهرة. ففي الجائحة الثانية، انتشرت قصص الخوف كالفيروس حتى أننا صرنا نفكر فيها على نحو لا ينقطع. كانت سوق الأسهم تسقط كالصخرة، في الاستجابة للقصص حول استنفاد أزمة فيروس كورنا 2019 لمدخراتنا التي جمعناها طوال حياتنا ما لم نتخذ بعض التدابير والإجراءات. ولكن على النقيض من مرض فيروس كورونا 2019 في حد ذاته، نجد أن مصدر جزعنا هنا هو أننا لا نعرف على وجه اليقين ما الإجراء الذي يتعين علينا أن نتخذه.
من المؤكد أنه ليس خبرا سارا أن نعلم أن جائحتين تعملان في ذات الوقت. وكل منهما قد تغذي الأخرى. فإغلاق الأعمال والشركات، وارتفاع البطالة إلى عنان السماء، وخسارة الدخل، كلها عوامل تغذي الجزع المالي، وهو ما من شأنه أن يُــثـني الناس، اليائسين في البحث عن عمل، عن اتخاذ الاحتياطات الكافية ضد انتشار المرض.
وهو ليس خبرا سارا أيضا عندما نعلم أن كلا من العدوى الوبائية الأولى والثانية بلغت حد الجائحة العالمية. عندما يقتصر انخفاض الطلب على دولة واحدة، تتوزع الخسارة جزئيا في الخارج، في حين لا يتضاءل الطلب على صادرات تلك الدولة كثيرا. ولكن هذه المرة، لن يعمل صمام الأمان الطبيعي هذا، لأن الركود يهدد كل بلدان العالم تقريبا.
يبدو أن كثيرين يفترضون أن الجزع المالي ليس سوى نتيجة ثانوية مباشرة لأزمة مرض فيروس كورونا 2019 ــ وهي ردة فعل طبيعية تماما لجائحة مرضية. لكن الجزع ليس منطقيا تماما. بل إن جائحة الجزع المالي، التي تنتشر من خلال ردة الفعل المذعورة إزاء انخفاض الأسعار بشكل كبير وتغير السرد، لها حياة خاصة بها.
ربما تتوسط في التأثيرات التي يخلفها الجزع المالي على سوق الأسهم ظاهرة يسميها عالِم النفس بول سلوفيتش من جامعة أوريجون وزملاؤه "الحدس المهني الوجداني". عندما ينزعج الناس عاطفيا بسبب حدث مأساوي، فإنهم يتفاعلون بالخوف حتى في ظل ظروف لا تحمل أي سبب للخوف.
Secure your copy of PS Quarterly: The Year Ahead 2025
Our annual flagship magazine, PS Quarterly: The Year Ahead 2025, has arrived. To gain digital access to all of the magazine’s content, and receive your print copy, subscribe to PS Digital Plus now.
Subscribe Now
في ورقة بحثية مشتركة مع وليام جوتزمان وداسول كيم، وجدنا أن الزلازل القريبة تؤثر على تقدير الناس لاحتمال انهيار سوق الأسهم بحجم انهيار 1929 أو انهيار 1987. فإذا وقع زلزال كبير مركزه على مسافة ثلاثين ميلا (48 كيلومترا) في غضون الأيام الثلاثين السابقة، فمن المرجح أن يكون تقييم المستجيبين لاحتمال الانهيار أعلى بشكل ملحوظ. هذا هو الحدس المهني الوجداني عمليا.
ربما يكون من المنطقي أن تكون توقعاتنا بهبوط سوق الأوراق المالية بسبب وباء مَـرَضي أكبر من توقعاتنا بانهيارها بسبب زلزال حديث، ولكن ربما ليس بحجم الانهيار الذي شهدناه مؤخرا. إذا انتشر اعتقاد على نطاق واسع بأن العلاج يمكن أن يحد من شدة جائحة مرض فيروس كورونا 2019 بحيث لا تتجاوز بضعة أشهر، أو حتى أن الجائحة قد تستمر لمدة عام أو عامين، فإن هذا قد يشير إلى أن مخاطر سوق البورصة ليست شديدة بالنسبة للمستثمر الطويل الأجل. أي أن المرء يستطيع أن يشتري الأسهم ويحتفظ بها وينتظر.
لكن عدوى الجزع المالي تعمل على نحو مختلف عن العدوى الـمَـرَضية. فهي تتغذى جزئيا على أشخاص يلاحظون افتقار آخرين إلى الثقة، وهو ما ينعكس في انخفاض الأسعار، وردود الفعل العاطفية إزاء الانحدار من جانب الآخرين. تحدث الفقاعات السلبية في سوق الأسهم عندما يرى الناس الأسعار تهبط، وفي محاولة اكتشاف السبب يشرعون في تضخيم القصص التي تفسر الانحدار. ثم تهبط الأسعار في الأيام اللاحقة، ويتكرر هذا بلا انقطاع.
تعمل مراقبة الانخفاضات المتتالية في أسعار الأسهم على خلق شعور قوي بالندم بين أولئك الذين لم يبيعوا، إلى جانب الخوف من أن المرء قد يبيع عند أدنى مستوى للأسعار. ويعمل الندم والخوف على تحفيز اهتمام الناس بالروايات حول الجائحتين. ويتوقف الاتجاه الذي قد تسلكه السوق بعد ذلك على طبيعتها ومدى تطورها.
لكي نفهم هذا، ما علينا إلا أن نتذكر أن سوق الأوراق المالية في الولايات المتحدة لم تنهار عندما بدأت وسائل الإعلام الإخبارية في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من عام 1918 تغطي أخبار جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي حصدت في نهاية المطاف أرواح 675 ألف أميركي (وأكثر من خمسين مليون شخص حول العالم). بل إن الأسعار الشهرية في سوق الولايات المتحدة كانت في اتجاه صعودي من سبتمبر/أيلول 1918 إلى يوليو/تموز 1919.
ما السبب وراء عدم انهيار السوق؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن الحرب العالمية الأولى، التي كانت تقترب من نهايتها بعد المعركة الكبرى الأخيرة، معركة المارن الثانية، في يوليو/تموز وأغسطس/آب 1918، زاحمت القصص حول الإنفلونزا، وخاصة بعد توقيع اتفاق الهدنة في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. ولعل قصة الحرب كانت أشد عدوى من قصة الإنفلونزا.
سبب آخر هو أن علم الأوبئة كان في مراحله المبكرة. ولم تكن الفاشيات المرضية من الممكن التنبؤ بها، ولم يكن عامة الناس يصدقون نصيحة الخبراء تماما، وكان التزام الناس بتدابير التباعد الاجتماعي "مهلهلة". علاوة على ذلك، كان من المعتقد عموما أن الأزمات الاقتصادية كانت أزمات مصرفية، ولم تكن هناك أزمة مصرفية في الولايات المتحدة، حيث جرى الترويج على نطاق واسع لنظام الاحتياطي الفيدرالي الذي تأسس قبل بضع سنوات في عام 1913 على أنه قادر على إزالة هذا الخطر.
لكن لعل السبب الأكثر أهمية وراء خفوت السرد المالي خلال وباء الإنفلونزا في عام 1918 كان أن قِلة قليلة من الناس كانوا يمتلكون أسهم قبل قرن من الزمن، وأن الادخار للتقاعد لم يكن يشكل مصدر قلق كما هي الحال اليوم، وهو ما يرجع جزئيا إلى أن الناس كانوا لا يعيشون طويلا، وإذا طالت أعمارهم فإنهم كانوا يعتمدون على الأسرة عادة.
هذه المرة مختلفة بطبيعة الحال. فنحن نرى مدى ذعر المشترين في متاجر البقالة المحلية، على النقيض من عام 1918، عندما كان النقص في زمن الحرب من الأحداث المعتادة المنتظمة. ولكن الآن، بعد أن تجاوزنا أزمة الركود العظيم قبل فترة بسيطة، من المؤكد أننا ندرك تمام الإدراك إمكانية حدوث انخفاضات كبرى في أسعار الأصول. وبدلا من حرب عالمية مأساوية، تنشغل الولايات المتحدة هذه المرة باستقطابها السياسي، ولا يخلو الأمر من العديد من الروايات الغاضبة حول سوء إدارة الحكومة الفيدرالية للأزمة.
من الصعب للغاية التنبؤ بسوق الأوراق المالية في وقت كهذا. وللقيام بذلك بشكل جيد، يتعين علينا أن نتنبأ بالتأثيرات المباشرة التي قد تخلفها جائحة مرض فيروس كورونا 2019 على الاقتصاد، فضلا عن كل التأثيرات الحقيقية والنفسية المترتبة على جائحة الجزع المالي. الأمران مختلفان، لكنهما لا ينفصلان.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali