mazzucato59_EDUARDO SOTERASAFP via Getty Images_water insuecurity EDUARDO SOTERAS/AFP via Getty Images

المياه والثمن الباهظ المترتب على الاقتصاديات الرديئة

لندن ــ بعد ما يقرب من الثلاثين عاما من المفاوضات العالمية المعنية بمعالجة تغير المناخ، لا تزال الجهود الرامية إلى السيطرة على المشكلة متأخرة، ويعكس هذا توقف التقدم نحو إيجاد مسار مستدام في عموم الأمر. يزيد كل عام من التأخير من إلحاح المشكلة والحاجة إلى الحفاظ على قدرة الأرض على الصمود في مواجهة التأثيرات الأشد خطورة المترتبة على الانحباس الحراري الكوكبي.

لقد مرت سبعة عشرة عاما منذ نَـبَّـهَـت مراجعة ستيرن العالم إلى التكاليف المترتبة على التقاعس عن العمل في التصدي لتغير المناخ، وعامان منذ فعلت مراجعة داسجوبتا الشيء ذاته في ما يتصل بالتنوع البيولوجي والأسس البيئية التي يقوم عليها اقتصادنا. الآن، ينشأ إجماع مماثل بين الخبراء حول الأمن المائي. ولكن يبدو أن أغلب البلدان لا تزال غير مدركة لحقيقة مفادها أن إهمال المياه قد يؤدي إلى إهدار التقدم المحرز على جبهات أخرى. إننا نواجه أزمة مياه عالمية يجب أن تسترعي ذات المستوى من الاهتمام والطموح والعمل الذي تستلزمه أزمتا المناخ والتنوع البيولوجي.

تشير أوجه الارتباط بين أزمات المناخ والتنوع البيولوجي والمياه إلى قضية أساسية تتلخص في قيام اقتصاداتنا على أسس اقتصادية معيبة. الواقع أن فِـكرنا الاقتصادي الحالي يقودنا إلى النظر في العائدات الناجمة عن نهب خيرات كوكب الأرض فحسب، في حين نتجاهل عوامل خارجية مثل الأضرار البيئية وما يترتب عليها من تبعات. هذه الحسابات الرديئة تجعلنا نبدو أكثر ثراء في حين أننا نصبح في حقيقة الأمر أكثر فقرا، حيث نستنزف مصادر رفاهتنا على حساب أجيال المستقبل.

https://prosyn.org/hkYWsv4ar