khrushcheva124_ANDREW CABALLERO-REYNOLDSAFP via Getty Images_trumpputrinprotest Andrew Caballero-Reynolds/AFP via Getty Images

متلازمة الاضطراب الروسي

الساحل الشرقي، ماريلاند- في 21 مايو/أيار، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن منحة بقيمة 250000 دولار "للكشف عن المعلومات الكاذبة المتعلقة بالصحة في روسيا"، وردت عليها السفارة الروسية في واشنطن العاصمة، على الفور، بتصريح يقول أن أمريكا أظهرت "نواياها الحقيقية ... خلال جائحة عالمية يصعب التصدي لها". وعادة ما لا أؤيد الكرملين. ولكن لا يسعني التساؤل عما إذا كان رهاب الروس الموجود في بعض أجزاء الطبقة السياسية، ووسائل الإعلام الأمريكية قد أصبح مرضيًا.

ومن المؤكد أن وزارة الخارجية الأمريكية حذرت في أبريل/نيسان من أن روسيا، إلى جانب الصين وإيران، تكثف من جهودها الرامية إلى التضليل في خضم أزمة كوفيد-19. ومع ذلك، منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، كانت وسائل الإعلام الرئيسية، والحزب الديمقراطي (الحزب الذي أنتمي إليه)، قلقين بشأن روسيا، وكثيرا ما كانوا يستسلمون لمشاعرهم الهستيرية المحضة. وعلى الرغم من تدخل الكرملين في الانتخابات لتقويض هيلاري كلينتون، ومن ثم مساعدة دونالد ترامب في نهاية المطاف، إلا أن التحقيقات التي أعقبت ذلك لم تعثر على أي دليل على "التواطؤ" الواضح، الذي طالما افترض الكثيرون في وسائل الإعلام الأمريكية الرائدة أنه موجود.

وخلال اجتماع داخلي لغرفة الأخبار العام الماضي، سلَّم دين باكيه، بصفته المحرر التنفيذي لصحيفة نيويورك تايمز، قائلا: "قمنا ببناء غرفة الأخبار لتغطية قصة واحدة، وقمنا بذلك على نحو جيد بالفعل. وعلينا الآن أن نعيد تجميع أنفسنا، ونحول الموارد والتركيز إلى قصة مختلفة". وبعبارة أخرى، تعمل صحيفة نيويورك تايمز، على غرار المنشورات السائدة الأخرى، على صياغة السرد. وأشار والتر ليبمان– التي تعتبر منشوراته ضمن المقررات الإجبارية في مدارس الصحافة الأمريكية- منذ ما يقرب من 100 عام، إلى أن شخص ما عليه أن يصوغ آراء "القطيع الحائر".

https://prosyn.org/AC8PlhLar