harrington22_Sean GallupGetty Images_richardgrenell Sean Gallup/Getty Images

ترمب وتطهيره العظيم

أتلانتا ــ بعد ما يقرب من أربع سنوات من الانتقادات الحادة والتنديد بمسؤولي الاستخبارات الأميركية والمحللين الذين كشفوا عن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، يتصرف دونالد ترمب أخيرا بشكل كامل بما يمليه عليه جنون العظمة والاضطهاد من خلال تنفيذ عملية تطهير. ربما يأتي التخلص من كبار مسؤولي الأمن الوطني في الولايات المتحدة مؤخرا بمثابة الصدمة للأميركيين، لكنه لم يكن مفاجئا للروس. فعلى مدار عدة أشهر، كانت النكتة المتداولة في موسكو تقول "ما دام ترمب مضطرا إلى فصل كبار جواسيسه، فبوسعه أن يحصل على معلوماته الاستخباراتية مباشرة من المصدر: الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.

كان بين الذين أطاح بهم ترمب في الشهر المنصرم مدير الاستخبارات الوطنية بالإنابة الأدميرال جوزيف ماجواير، ونائبه. لكن عزل كبار المسؤولين ليس الجزء الأكثر أهمية في القصة. الأمر الأكثر أهمية هو أن ترمب يريد أن يبعث برسالة إلى عامة العاملين في مجتمع الاستخبارات، الذي دأب على تكذيب ادعاءاته التي لا أساس لها حول قضايا تتراوح بين برنامج كوريا الشمالية النووي وتغير المناخ. يريد ترمب إرهاب المشتغلين بمهنة الاستخبارات في الولايات المتحدة وحملهم على الخضوع، وقد ينجح في ذلك.

لا شك أن أحدث جولات ترمب في عزل المسؤولين مؤهلة لوصف "عملية تطهير". كان اختياره المؤقت لبديل ماجواير، ريتشارد جرينيل، الذي كان سفير الولايات المتحدة إلى ألمانيا، والتملق الذليل لترمب، والرجل السيئ السمعة، الذي لا يتمتع بأي خبرة استخباراتية. الواقع أن جرينيل يسعده أيما سعادة أن يلعب لصالح جمهوره الذي يتألف من شخص واحد في المكتب البيضاوي. وقد أصدر أوامره بالفعل لأتباعه بالبدء في التحقيق في مؤامرات مزعومة بين مسؤولي الاستخبارات الذين كشفوا النقاب عن تدخل روسيا في الانتخابات، وفحص ملفات العاملين بحثا عن أولئك الذين ربما لا يقدمون فروض الولاء والطاعة لترمب بالقدر الكافي.

https://prosyn.org/S8rsvkHar