sall6_JOHN WESSELSAFP via Getty Images_mackysall JOhn Wessels/AFP via Getty Images

الـحِـفاظ على استمرار قصة نجاح السنغال

داكار ــ في أواخر شهر يونيو/حزيران، احتفلت السنغال بعيد تاباسكي، نسختنا من عيد الأضحى الإسلامي. ولكن عند بعض الناس، خيمت على الاحتفالات أجواء من الحزن والـحِـداد على أولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب اندلاع أعمال عنف لا مبرر لها الشهر المنصرم. كانت الاضطرابات المدنية اختبارا للتماسك الاجتماعي في السنغال ــ وتقاليد السلام والاستقرار العريقة ــ التي نُـحـسَـد عليها في أفريقيا. لا ينبغي أبدا أن يُـضَـحَّـى بحياة مواطنينا على مذبح المصالح السياسية. نحن مُـلزَمون بحماية حياة وكرامة كل السنغاليين.

الآن، تعكف حكومتي على التحقيق في أسباب العنف، وعلى وجه الخصوص القوى الخبيثة وراء الاضطرابات، التي تزامن ظهورها مع سيل من خطاب الكراهية على وسائط التواصل الاجتماعي والهجمات السيبرانية على مواقع حكومية استراتيجية وخدمات حيوية، مثل المياه والكهرباء. لا شيء من الممكن أن يبرر أعمال العنف والإخلال بالأمن هذه، ناهيك عن تدمير الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك الجامعات والمدارس. من الواضح أن الجماعات التخريبية وراء أعمال العنف هذه تريد إغراق بلادنا في الظلام وزعزعة استقرار ديمقراطيتنا.

تلقت السنغال ضربة قوية بفعل الانكماش أثناء جائحة كوفيد-19، وأزمة غلاء المعيشة التي تلته، وهذا يجعل الحياة صعبة على عدد كبير من الأسر. لكني أعلم أن الشعب السنغالي الكادح لديه القوة اللازمة للتغلب على مثل هذه التحديات. الواقع أن السنغال تتمتع بواحدة من أقوى الديمقراطيات وأكثرها استقرارا في أفريقيا، وأنا مدين بقدر عظيم من العِـرفان بالفضل لمن سبقوني في منصبي عن هذا السجل الـمُـشَـرِّف. لقد أحرزنا تقدما هائلا منذ الاستقلال قبل ستين عاما، والفرصة سانحة لنا الآن لترك إرث عظيم. فسوف تشكل القرارات التي نتخذها معا مستقبل السنغال وحياة أبنائنا وأبنائهم من بعدهم.

https://prosyn.org/SQiSO4dar