drochon11_CHRISTIAN HARTMANNPOOLAFP via Getty Images_macronelectionvote Christian Hartmann/Pool/AFP via Getty Images

السياسة الفرنسية الجديدة

باريس-هناك مقولة قديمة في السياسة الفرنسية بإن الناس يصوتون بقلوبهم في الجولة الأولى من الانتخابات وبعقولهم في الجولة الثانية. إن هذا القول المأثور لم يعد صحيحاً ففي الانتخابات الوطنية هذا العام صوّت المواطنون الفرنسيون بشكل تكتيكي منذ البداية حيث دعموا المرشحين الأوفر حظاً من الكتلة التي يدعمونها. لقد أدت هذه الديناميكية خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في أبريل الى احراز تقدم في ترشيحات جان -لوك ميلانشون من أقصى اليسار ومارين لوبان من أقصى اليمين مع احتلال الرئيس ايمانويل ماكرون للوسط، والآن يتم تكرار هذا النمط في الانتخابات التشريعية الفرنسية.

خلال الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي انتهت مؤخراً، كان الرابح الأكبر رئيسة حزب التجمع الوطني لوبين والتي عززت تمثيلها الدبلوماسي من 8 مقاعد فقط الى 89 علماً أنه لم يحدث من قبل في عهد الجمهورية الخامسة أن يصعد نجم اليمين المتطرف بهذا الشكل ، وفي حين أن الجبهة الوطنية آنذاك فازت بـ 35 مقعدًا في عام 1986 تحت قيادة والد لوبان ،فلقد تم توصيف تلك النتيجة باعتبارها حدثًا لا يتكرر وعلى النقيض من ذلك تؤكد نتيجة هذا العام على تمكن التجمع الوطني بشكل متزايد من ترسيخ مكانته في السياسة والمجتمع الفرنسي.

ان النتيجة الصادمة- والتي فاجأت حتى قادة الحزب نفسه- يمكن تفسيرها على ضوء نظام الدورتين في الانتخابات الفرنسية حيث يتواجه الفائزان بالجولة الأولى في جولة ثانية. لقد اختار الناخبون الوسطيون في العديد من المناطق والذين كان عليهم الاختيار بين مرشح من أقصى اليمين ومرشح من أقصى اليسار الامتناع عن التصويت، وفي الوقت نفسه اختار العديد من مؤيدي أقصى اليسار أو أقصى اليمين تأييد الطرف الآخر بدلاً من التصويت لصالح مرشح من الوسط حيث كان من الواضح أن "الجبهة الجمهورية" التي كانت تتصدى لأقصى اليمين قد سقطت.

https://prosyn.org/LIIEVBXar