buiter53_Drew AngererGetty Images_ffed Drew Angerer/Getty Images

لماذا كانت توقعات التضخم خاطئة إلى هذا الحد؟

نيويورك ــ في العام الماضي، في أعقاب التضخم العظيم خلال الفترة 2021-2022، أصدرت البنوك المركزية، وكبار الأكاديميين، والمؤسسات الدولية عددا من التقارير السطحية اللاحقة للأحداث. ولكن حتى قبل أن تجف أحبار تحليلاتهم، كانت توقعات التضخم تُـعَـدَّل نزولا بذات السرعة التي عُـدِّلَت بها ارتفاعا خلال العامين السابقين.

على سبيل المثال، في يونيو/حزيران 2023، كان متوسط توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية على أساس سنوي (باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة) في الربع الرابع نحو 3.9%، في حين تراوحت توقعات لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية بين 3.6% و4.5%. في واقع الأمر، كان 3.2%.

قبل تناول ما غاب عن المتنبئين، لا بد من توضيح أمرين. أولا، ليست توقعات التضخم الصادرة عن البنوك المركزية أسوأ من توقعات القطاع الخاص في المتوسط، بل وربما تكون أفضل بعض الشيء ــ وهو ما قد يتوقعه المرء، نظرا لأنها تميل إلى كونها أقدر على الوصول إلى البيانات وتسخير قدر أعظم من الخبرات. ثانيا، لم تتجه توقعات التضخم نحو الأسوأ بشكل واضح. صحيح أن صندوق النقد الدولي، بين جهات أخرى، لاحظ أن أخطاء توقعات التضخم كانت أكبر بمقدار 2.5 ضعف وخمسة أضعاف مقارنة بعامي 2021 و2022، على التوالي، من المتوسط خلال الفترة 2010-2019، لكن مستويات التضخم السنوي في عامي 2021 و2022 كانت أكبر بمقدار 1.3 و2.5 مرة من متوسط الفترة 2010-2019، وكانت التغيرات في معدلات التضخم السنوية أكبر بمقدار 2.6 و7.1 مرة.

https://prosyn.org/bzVzmAUar