elerian123_sesameGetty Images_coronavirusbusinessmanrace sesame/Getty Images

السباق بين الاقتصاد والجائحة

لاجونا بيتش ــ مع تسبب فيروس كورونا في تخريب اقتصاد تلو الآخر، يُـصـبِـح لزاما على مهنة الاقتصاد ــ وبالتالي الأسس التحليلية لصنع السياسات السليمة وإدارة الأزمات ــ أن تركز على تعويض الخسارة واللحاق بالـخِصم. ما يثير القلق بشكل خاص الآن، اقتصاديات العدوى الفيروسية، والخوف، و"قواطع الدوائر". وكلما تقدم الفِـكر الاقتصادي لمواجهة الحقائق المتغيرة، كلما أصبح التحليل الذي يرشد الاستجابة السياسية أفضل.  

سوف تكون هذه الاستجابة جديدة ومكلفة حتما. فالحكومات والبنوك المركزية تلاحق تدابير غير مسبوقة للتخفيف من حدة الانكماش العالمي، خشية أن يُـفضي الركود العالمي الذي بات مؤكدا الآن إلى الكساد (وهو ما يشكل بالفعل خطرا مرتفعا بدرجة مزعجة). وفي غضون ذلك، من المحتمل أن نشهد مزيدا من تآكل الفارق المميز بين اقتصاد التيار السائد في الاقتصادات المتقدمة وفي الاقتصادات النامية.

الواقع أن مثل هذا التغيير مطلوب بشدة. وفي ظل الأدلة الدامغة التي تؤكد التراجع الهائل في الاستهلاك والإنتاج في مختلف بلدان العالم، يتعين على المحللين في الاقتصادات المتقدمة أن يتعاملوا أولا وقبل كل شيء مع الظاهرة التي لم تكن مألوفة حتى الآن إلا في الدول والمجتمعات الهشة/الفاشلة التي دمرتها الكوارث الطبيعية: التوقف الاقتصادي المفاجئ، إلى جانب سلسلة من الأحداث المدمرة التي قد تأتي في أعقاب هذا التوقف. ثم تواجه هذه الدول تحديات أخرى أكثر شيوعا في الدول النامية.

https://prosyn.org/ZLQHBz2ar