rodrik198_Chip SomodevillaGetty Images_janet yellen Chip Somodevilla/Getty Images

هل نتجه إلى نموذج النزعة الإنتاجية الجديد؟

كمبريدج ــ يصبح أي نموذج اقتصادي جديد راسخا بالفعل حينما يبدأ معارضوه المزعومون في رؤية العالم من خلال عدساته. فقد حظي نموذج دولة الرفاه الكينزية (الذي اقترحه جون ماينارد كينز)، خلال ذروة رواجه، بدعم كبير من الساسة المحافظين لا يقل عن دعم اليساريين. وفي الولايات المتحدة، أبدى الرئيسان الجمهوريان دوايت أيزنهاور وريتشارد نيكسون قناعة تامة بالمبادئ الأساسية التي يقوم عليها النموذج ــ ومنها أسواق خاضعة للتنظيم، وإعادة للتوزيع، وتأمين اجتماعي، وسياسات اقتصاد كلي معاكسة للدورات الاقتصادية ــ فعملا على توسيع برامج الرفاه الاجتماعية وتقوية اللوائح المنظمة لأماكن العمل والقواعد التنظيمية البيئية.

تكرر وضع مشابه مع الليبرالية الجديدة، إذ جاءت الدَفعة التي حصل عليها ذلك النموذج من خبراء اقتصاديين وساسة ــ أمثال ميلتون فريدمان ورونالد ريجان ومارجريت ثاتشر ــ كانوا متحمسين للسوق. لكن هيمنة النموذج في النهاية تعود بشكل كبير إلى قادة يسار الوسط أمثال بِل كلينتون وتوني بلير، اللذين كانا استوعبا كثيرا من أجندة هذا النموذج المؤيدة للسوق. بالتالي ضغط هذان القائدان من أجل إلغاء الضوابط التنظيمية، وتكريس التوسع المالي، والعولمة المفرطة، مع إعطاء تعهدات كاذبة بشأن تخفيف توابع ذلك الاتجاه كزيادة اتساع فجوات التفاوت وانعدام الأمن الاقتصادي.

واليوم نجد أنفسنا في خضم تحول ينأى بنا عن الليبرالية الجديدة، وإن كان البديل غامضا بشدة. لكن لا يعني غياب نموذج صلب جديد شيئا سيئا بالضرورة، إذ لسنا بحاجة مرة أخرى لسلطة وصاية تقدم حلولا نمطية فضفاضة وخططا مُعدَّة سلفا لدول وأقاليم متباينة الظروف والاحتياجات.

https://prosyn.org/bf7txCEar