banda3_ AREF KARIMIAFP via Getty Images_transforming education AREF KARIMI/AFP via Getty Images

النهوض بالتعليم

إدنبرة- يعيش التعليم العالمي حالة أزمة. فحاليا، ما يقرب من 300 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، وسيغادر800 مليون شاب مؤسساتهم التعليمية دون حصولهم على أي مؤهلات. وتُظهر البيانات الحديثة أن فقر التعلم العالمي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل قد ارتفع إلى 70٪، وأن أكثر من نصف أطفال العالم ممن هم في سن العاشرة غير قادرين على قراءة نص بسيط أو كتابته، وليس لديهم مهارات يستخدمونها في مكان العمل بعد تخرجهم من المدرسة. وإلى جانب "انتهاك" حق الأطفال في التعليم، الذي يتضح من خلال هذه المستويات العالية من فقر التعلم، لا بد أن يكون لهذا تأثير مدمر على الإنتاجية والمكاسب والرفاهية المستقبلية لهذا الجيل من الأطفال والشباب وأسرهم، وعلى اقتصاد العالم.

إن هذا الإخفاق في توفير تعليم جيد شامل ومنصف للجميع يعرضنا لخطر جسيم يتمثل في عدم تحقيق الأهداف الجديرة بالثناء التي يصبو إليها هدف التنمية المستدامة في مجال التعليم ) الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة(، والعديد من أهداف التنمية المستدامة الأخرى التي تعتمد عليها. وهذا يعني أيضًا أننا نخطط  لنصف مستقبلنا فقط.

وسيكون من الضروري مضاعفة ميزانيات التعليم في البلدان ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط الأدنى إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030 إذا أردنا تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة. وما لم نعالج أوجه القصور في الاستثمار في التعليم، فإن الخسارة في أرباح مدى الحياة للجيل الحالي من الأطفال والشباب في سن الدراسة تقدر بأكثر من 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي اليوم (21 تريليون دولار). وستتحمل البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وطلابها هذه التكلفة الاقتصادية بصورة غير متناسبة مع غيرهم، مما يزيد من تفاقم التفاوتات والانقسامات الخطيرة بالفعل بين الأجيال، وكذلك من الفجوات والانقسامات بين البلدان وداخلها.

https://prosyn.org/FPxbgAIar