kisilowski8_ Zuzana GogovaGetty Images_fico Zuzana Gogova/Getty Images

هل تستطيع المصالحة الوطنية هزيمة الشعبوية؟

فيينا/وارسو ــ إن من الممكن أن تؤدي النتيجة القوية التي حققها الشعبوي الموالي لروسيا روبرت فيكو في الانتخابات السلوفاكية إلى تصدع آخر في التحالف الذي يقوده الغرب لمواجهة إمبريالية فلاديمير بوتن. لقد بدأت التصدعات في الظهور بالفعل فيما يتعلق بالتحالف الوثيق السابق بين أوكرانيا وبولندا في الفترة التي تسبق الانتخابات البولندية في 15 أكتوبر، ومع وجود فيكتور أوربان، حليف بوتن الذي يمكن الاعتماد عليه على سدة الحكم في هنغاريا، قد يحتاج الرئيس الأمريكي جو بايدن قريبًا الى التعامل ليس فقط مع معسكر دونالد ترامب من الجمهوريين الموالين لروسيا، ولكن أيضًا مع حكومات ثلاث من الدول الأربع المجاورة لأوكرانيا من حلف الناتو والتي بدأت بالتمرد لصالح الكرملين.

إن الشعبويين الاستبداديين لا يمكن أن يكونوا حلفاء يمكن الاعتماد عليهم، ولكن بدلاً من غض الطرف عن الخدع الشعبوية كما فعلت إدارة بايدن مع بولندا أو المخاطرة بالتأثير سلبًا على علاقات مهمة من خلال اتخاذ موقف متشدد، يجب على الولايات المتحدة أن تقود الجهود للمساعدة في إصلاح الديمقراطيات المعيبة في البلدان الحليفة وذلك من خلال عمليات المصالحة الوطنية وتقاسم السلطة بطريقة خلاقة.

وفي حين كان موقف هنغاريا تجاه أوكرانيا عدائياً على الدوام، فإن دعم سلوفاكيا كان حتى الآن كبيراً حيث تبرعت بأسطولها بالكامل من الطائرات المقاتلة التي خرجت من الخدمة والتي تعود إلى الحقبة السوفييتية بالإضافة الى أنظمة الدفاع الجوي لجارتها الشرقية. أما إذا تمكن فيكو من تشكيل الحكومة المقبلة، فإن السياسة السلوفاكية قد تصبح شبيهة بسلسلة التحركات الاخيرة المناهضة لأوكرانيا من جانب الحكومة البولندية الشعبوية والتي تضمنت حظر الحبوب الأوكرانية وإنهاء التبرعات من المعدات العسكرية البولندية.

https://prosyn.org/oEMQsvVar