kolesnikov11_Peter TurnleyCorbisVCG via Getty Images_mikhailgorbachev Peter Turnley/Corbis/VCG via Getty Images

المنتصر الذي خسر الاتحاد السوفياتي

موسكوـ قبل خمسة وثلاثين عاماً، عُين ميخائيل غورباتشوف أميناً عاماً للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي. وكتب أناتولي تشيرنيايف، وهو بيروقراطي ومفكر من الحزب الشيوعي، أصبح فيما بعد مستشارًا رائدًا لغورباتشوف، في مذكرته، آنذاك: "إنهم يتوقعون الكثير من غورباتشوف". وأشار إلى أن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لم يكن بحاجة إلى "ثورة من الأعلى". "هل يفهم ميخائيل سيرغيفيتش هذا؟"

من المؤكد أن سياسات غورباتشوف بشأن البيريسترويكا (إعادة الهيكلة السياسية والاقتصادية)، والغلاسنوست (الشفافية والانفتاح)، خلقت ثورة في التوقعات. إذ بعد 20 عامًا من الركود الذي سببه حكم الشيوخ السقيم- توفي ثلاثة قادة في أقل من ثلاث سنوات،("سباق عربات نقل الموتى")، هكذا علق الروس على ذلك مازحين بنبرة كئيبة)- سعى الناس للتغيير. واعتقدوا أن غورباتشوف يمكن أن يحقق ذلك.

وكانت انفتاحات غورباتشوف الأولى على الغرب تغذي ما كان يسمى في ذلك الوقت "غوربيانيا"- ليس فقط في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، بل أيضًا في الداخل. كما قدم هذا القائد الجديد، صاحب الشخصية القوية، حياة أفضل– تشبه الحياة في ألمانيا الشرقية والمجر، بل حياة أفضل من ذلك، مثل تلك التي تتمتع بها أوروبا الغربية.

https://prosyn.org/v5glyqNar