fubini10 Anton_ meloniio MasielloGetty Images Antonio Masiello/Getty Images

جورجيا ميلوني ولعبة التوازن

روما ــ عندما ألقت جورجيا ميلوني أول خطاب لها أمام مجلس النواب الإيطالي في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، لم يكن المرء ليعرف ماذا يصدق ــ اللغة أو لغة الجسد، الرسالة أو اختيار الكلمات. الواقع أن ميلوني، واحدة من المعجبين ببنيتو موسيليني سابقا والناشطة الفاشية أثناء سنوات المراهقة، والتي يقود حزبها "إخوان إيطاليا" الائتلاف الحاكم الجديد، تفرض الآن سلطانها على الطبقة السياسية المضمحلة في بلد يعاني من شيخوخة سكانية. تُـرى كيف تعتزم أول رئيسة وزراء في إيطاليا (وفي سن الخامسة والأربعين تُـعَـد الثانية بين أصغر رؤساء وزراء إيطاليا سنا)، التي نشأت في كنف أم عزباء في حي خشن في روما، حُـكـم دولة تشتهر بِـضَـعف الحراك الاجتماعي وصاحبة ثاني أقل معدلات توظيف الإناث في الاتحاد الأوروبي؟

أطلقت ميلوني على نفسها وصف "المستضعف غير المتوقع الذي قلب التوقعات"، مضيفة، "وأنا أخطط لفعل ذلك مرة أخرى". لكن كما هي الحال دوما مع ميلوني، يدور الأمر كله حول ما يختار الرائي أن ينظر إليه. فسوف تجد خلافا كبيرا بين الشكل والمحتوى إلى الحد الذي يجعل كلا من المعتدلين والمنتمين إلى اليمين المتطرف يجدون ما يروق لهم. الإيماءات الحادة، والنظرات النارية، والصراخ في الميكروفون، كلها أدوات فاشية بامتياز. لكنها بعد ذلك تقتبس من مونتسكيو وتنفي أنها أبدت أي تعاطف مع الأنظمة غير الليبرالية ــ حتى بعد توجيهها الدعوة إلى رئيس الوزراء المجري المستبد فيكتور أوربان، كضيف خاص إلى آخر تجمعين سنويين لحزب إخوان إيطاليا.

أظهر أول مرسوم صادر عن حكومتها الهوة بين خلفيتها وما يمكن أن تحققه في ديمقراطية دستورية. يُـقـال إن هذا المرسوم، بغرض منع الحفلات الصاخبة، جعل التجمعات غير المصرح بها لأكثر من خمسين شخصا عُـرضة للعقاب بالسجن لمدة تصل إلى ست سنوات إذا اعتُـبِـرَت "خطيرة". وسوف تجبرها الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت ذلك، حتى في أجزاء من أغلبيتها الحاكمة، على التراجع.

https://prosyn.org/Hdz32Znar