campanella24_MICHAEL SOHNPOOLAFP via Getty Images_lng terminal MICHAEL SOHN/POOL/AFP via Getty Images

أوروبا وأزمة الغاز التالية

ميلانو ــ تستطيع أوروبا الآن أن تتنفس الصعداء ــ في الوقت الحالي. فبفضل الشتاء المعتدل بدرجة استثنائية واستراتيجية جيدة التصميم لفرض تدابير تنويع العرض وخفض الاستهلاك، تجنبت القارة أزمة طاقة كارثية محتملة بعد غزو روسيا لأوكرانيا. تبلغ سعة تخزين الغاز غير المستغلة في أوروبا الآن نحو 60% ــ أعلى بنحو عشر نقاط مئوية من المتوسط التاريخي لهذا الوقت من العام ــ كما انخفض سعر مرفق نقل الـمِـلكية القياسي بأكثر من 85% من الذروة التي بلغها في أغسطس/آب، من 340 يورو لكل ميجا واط ساعة (360 دولارا/ميجا واط ساعة) إلى أقل من 50 يورو/ميجا واط ساعة.

لكن هذا الحظ السعيد لا يجب أن يقودنا إلى الشعور بالرضا عن الذات. فلا يزال خطر إعادة التسعير في الأشهر المقبلة قائما، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على فواتير الطاقة التي تتحملها الشركات والأسر. ومن المرجح أن يصبح إحكام أسواق الغاز الأوروبية أكثر وضوحا مع اقتراب فصل الصيف، وهو ما قد يدفع الأسعار مرة أخرى نحو 100 يورو/ميجا واط ساعة أو حتى أعلى. ولم تنته بعد معركة البنك المركزي الأوروبي ضد التضخم.

على الرغم من تعقيد وضع الطاقة في أوروبا، فمن الممكن فهمه بالاستعانة ببعض العمليات الحسابية البسيطة نسبيا. قبل الغزو الروسي، كان استهلاك الغاز الطبيعي في أوروبا يقل قليلا عن 500 مليار متر مكعب سنويا. أضف الغاز المخزن اليوم (المرتفع بدرجة غير عادية)، والإنتاج المحلي، والواردات الحالية من كل من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي الـمُـسال (بما في ذلك من روسيا)، فيصبح المجموع 440 مليار متر مكعب. وعلى هذا فإن أوروبا ستحتاج إلى خفض استهلاكها أو زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي الـمُسال بمقدار 60 مليار متر مكعب لسد الفجوة بين العرض والطلب.

https://prosyn.org/MXH2fC5ar