eichengreen165_Jan Woitaspicture alliance via Getty Images_germanygas Jan Woitas/picture alliance via Getty Images

اقتصاد أوروبا في مهب الريح

بيركلي ــ أصبح الاقتصاد الأوروبي في حالة من التوازن الدقيق بين الركود والنمو. هذه الحال أشبه بالوقوف على حد سكين ماض، لأن صناع السياسات الأوروبيين عاجزون تماما عن السيطرة على النتيجة.

قبل الهجوم الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أوكرانيا، كان تعافي أوروبا من الأضرار التي أحدثتها جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) في طريقه إلى أن يصبح صلبا متماسكا. في شهر يناير/كانون الثاني، ارتفع الإنتاج الصناعي، وانتعشت تجارة التجزئة. وتحسنت المعنويات الاقتصادية في النصف الأول من فبراير/شباط، لتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة. لكن الحرب أثرت على ثقة المستهلك من خلال تعميق حالة عدم اليقين ورفع أسعار الطاقة والسلع الأساسية. في منتصف مارس/آذار، هبط مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره المفوضية الأوروبية إلى أدنى مستوياته منذ بداية الجائحة.

ولكن حتى الآن، لا تُـظـهِـر البيانات سوى انخفاض طفيف في الطلب واضطرابات محدودة في العرض. وهي لا تشير إلى أي شيء أشبه بالانهيار في النشاط الذي صاحب عمليات الإغلاق أثناء الجائحة في الفترة 2020-2021. على نحو مماثل، يشير جهاز التتبع الأسبوعي للنشاط الاقتصادي التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي يستخدم التعلم الآلي وبيانات الاتجاهات التي تنشرها شركة جوجل لاستنتاج التغيرات لحظيا، إلى تباطؤ معتدل. فحصيلة مبيعات شباك التذاكر في دور السينما مستقرة. وإيرادات المطاعم مستقرة. ولا تشير البيانات الواردة من خدمة الملاحة TomTom إلى انخفاض كبير في الأنشطة المرتبطة بالتنقل.

https://prosyn.org/BPPEdh5ar