rodrik161_SeanRayfordGettyImages_elizabethwarrensideprofile Sean Rayford/Getty Images

إليزابيث وارين والتجديد الشامل للتجارة

كمبريدج ــ تأتي الخطة التجارية الجديدة التي أعلنتها السيناتور إليزابيث وارين لتعزز أوراق اعتمادها باعتبارها المرشحة الديمقراطية لمنصب الرئاسة صاحبة الأفكار السياسية الأفضل. كانت السياسة التجارية الأميركية لفترة طويلة تتشكل من قِبَل المصالح التجارية والمالية، الأمر الذي أدى إلى إثراء تلك المجموعات في حين أسهم في تآكل دخل الطبقة المتوسطة وتقويض العديد من المجتمعات المحلية. وتمثل خطة وارين إعادة تصور جذرية للسياسة التجارية لصالح المجتمع ككل.

نحن نعيش في عالم حيث التعريفات الجمركية على الواردات منخفضة للغاية بالفعل في الأغلب الأعم، كما تشير إليزابيث وارين. وينفق المفاوضون التجاريون اليوم أغلب وقتهم في الجدال ليس حول ضرائب الاستيراد وغير ذلك من الحواجز على الحدود، بل حول الضوابط التنظيمية خلف الحدود مثل قواعد الملكية الفكرية، والمعايير الفنية، والسياسات الصناعية، وما إلى ذلك. وتسعى الاتفاقيات التجارية المعاصرة إلى تحقيق "التكامل العميق" وليس "التكامل الضحل"، على سبيل استعارة العبارة التي صاغها زميلي في جامعة هارفارد، روبرت لورنس.

إن التكامل العميق كفيل بتعزيز مستويات أعظم من التجارة الدولية والاستثمار، لكنه أيضا أكثر تدخلا في الصفقات الاجتماعية المحلية. فهو يفرض القيود على السياسات الضريبية والتنظيمية التي تنتهجها الدول، وعلى قدرة هذه الدول على التمسك بمعاييرها الاجتماعية ومعايير العمل الخاصة بها. وليس من المستغرب أن تسعى الشركات المتعددة الجنسيات وشركات الأدوية الضخمة والشركات المالية إلى الوصول إلى الأسواق الأجنبية على حساب احتياجات العمال والمنتمين إلى الطبقة المتوسطة.

https://prosyn.org/mvzX5emar