rajan80_BRENDAN BANNONAFP via Getty Images_climaterefugees Brendan Bannon/AFP via Getty Images

تفكيك العولمة يهدد العمل المناخي

شيكاغو ــ تشير المداولات في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هذا العام (COP27/مؤتمر الأطراف 27) إلى أن صناع السياسات يدركون مدى إلحاح الحاجة إلى مكافحة تغير المناخ، لكنهم على الرغم من ذلك من غير المرجح أن يتوصلوا إلى اتفاق جماعي شامل لمعالجة هذا الأمر. غير أن العالَـم لا يزال لديه السبيل لتحسين فرص التوصل إلى تدابير أكثر فاعلية في المستقبل: وقف عملية تفكيك العولمة. بخلاف ذلك، سوف تنتكس احتمالات العمل المناخي بسبب انكماش التجارة عبر الحدود وتدفقات الاستثمار، وما يصاحب ذلك من صعود تكتلات تجارية إقليمية منعزلة على نحو متزايد.

تتسارع عملية تفكيك العولمة بفعل خليط من سياسات الحماية على الطريقة القديمة، ومبدأ "دعم الأصدقاء" الجديد (الذي يجعل التجارة مقتصرة على الدول ذات القيم المشتركة)، وقرارات الحظر والعقوبات التي تحركها دوافع جيوستراتيجية. للتعرف على الأسباب الكفيلة بجعل هذا الاتجاه وسيلة أكيدة لإحباط الاستجابات العالمية لتغير المناخ، علينا أن نضع في الاعتبار فئات العمل المناخي الثلاث: التخفيف (خفض الانبعاثات)، والتكيف، والهجرة إلى ظروف أفضل. الترتيب المتسلسل هنا مهم، لأن التحديات التي تنطوي عليها كل فئة ستصبح أكثر صعوبة إذا فعلنا القليل في الفئة التي تسبقها. فإذا فعلنا أقل مما ينبغي في ما يتصل بتدابير التخفيف، فسوف نحتاج إلى مزيد من جهود التكيف، وإذا فعلنا أقل مما ينبغي في ما يتصل بتدابير التكيف، فسوف نرى أعدادا أكبر من لاجئي المناخ يفرون من أوطانهم التي ستصبح غير صالحة للسُـكنى على نحو متزايد.

نحن في احتياج إلى اتفاقيات دولية جديدة لإدارة كل من هذه المشكلات. لكن الخصومات الجيوسياسية المتنامية ستجعل التوصل إلى اتفاقات التخفيف أكثر صعوبة. فكيف من الممكن أن تتفق الصين والولايات المتحدة على تخفيضات حقيقية للانبعاثات وكل منهما تشك في أن أولوية الطرف الآخر القصوى تتلخص في تأمين ميزة اقتصادية، وبالتالي استراتيجية؟

https://prosyn.org/fy7dDsuar