dervis97_Sean GallupGetty Images_coalworker Sean Gallup/Getty Images

تصحيح مسار ضرائب الكربون الحدودية

واشنطن العاصمة ــ يعد فصل اعتبارات الكفاءة عن شواغل التوزيع من الممارسات العريقة والراسخة في أساسيات اقتصاد الرفاهية، رغم ما يسببه ذلك من إشكاليات في أغلب الأحيان. تقول الحجة هنا أنه في أي اقتصاد يتمتع بهبات ما، موزعة بشكل ما، توجد مجموعة من الأسعار التي توجه السلوك التنافسي نحو تخصيص كفء للموارد. فإذا لم تكن النتيجة مرغوبة لأسباب تتعلق بالعدالة والإنصاف، يمكن حينئذ استخدام مجموعة منفصلة من سياسات إعادة التوزيع لتحقيق ناتج أكثر إرضاء وجاذبية.

لا شك أن هذا الطرح مقيد بعوامل كثيرة تتعلق بالمعلومات القاصرة، والأسواق غير الكاملة، واقتصادات الحجم الكبير، والقدرة على التسعير، والحاجة لإعادة التوزيع ليكون في صورة مبلغ إجمالي من أجل الحفاظ على الكفاءة. فضلا عن أن إعادة التوزيع تكون غير مجدية وغير عملية على المستويين السياسي والمؤسسي. رغم ذلك، لا تزال "قابلية فصل" الكفاءة عن أولويات التوزيع تشكل الأساس لسرد اقتصاد السوق.

يشكل ذلك السرد قدرا كبيرا من الجدال المحتدم حول تغير المناخ، خاصة فيما يتعلق بمناقشة ضرائب الكربون الحدودية، التي تهدف لموازنة تكلفة استخدام الكربون من المصادر المحلية والخارجية، بغية منع "تسرب الكربون". لكن ما الجدوى من فرض ضرائب من جانب واحد على الكربون في عالم حيث يمكن نقل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من بلدان تطبق سياسة تسعير الكربون إلى بلدان لا تطبقها، ما دام الحجم الكلي للانبعاثات سيظل كما هو تقريبا.

https://prosyn.org/t52QfhLar