johnson115_GettyImages-115618292 Getty Images

كيف نعيد بناء المؤسسات الاقتصادية في أميركا

واشنطن، العاصمة ــ تشكل الاقتصاد الأميركي الحديث بفِعل أربع مبادرات كبرى في البنية الأساسية، وكل منها كانت أكبر من أن يتمكن القطاع الخاص من الاضطلاع بها بمفرده: شبكة السكك الحديدية على مستوى القارة، والطرق السريعة بين الولايات، ونظام مراقبة الحركة الجوية، والإنترنت. وكان التطوير المبكر لكل من هذه المبادرات مدعوما من قِبَل القطاع العام، وكل منها أدت إلى خفض تكاليف النقل والاتصالات بشكل كبير، حتى أصبح نقل البضائع، والبشر، والمعلومات أسهل وأرخص وأكثر أمانا.

في ظل احتمال حصول مشاريع البنية الأساسية على دفعة كبرى جديدة الآن، تتمثل إحدى الأولويات الواضحة في إعادة بناء وتجديد الأجزاء المتهالكة من الأنظمة القائمة. لكن الولايات المتحدة تستطيع أن تفعل ما هو أفضل، لتعزيز الإنتاجية وخلق فرص العمل، من خلال النظر في من وماذا يجب أن يكون متصلا بشكل أفضل بالحدود العلمية السريعة التحرك. تاريخيا، كان الإبداع يعمل على توليد النمو الأسرع والوظائف الجيدة. لكن أميركا فقدت ميزتها الإبداعية في العلوم الأساسية ــ ومعها فقدت الكثير من الوظائف المرتفعة الأجر التي تصاحب خلق المعرفة وتحويلها إلى سلع يريدها المستهلكون. وتتلخص أفضل طريقة لاستعادة هذه الميزة في إعطاء الأولوية لاستثماراتنا العامة مع وضع المستقبل في الحسبان، على النحو الذي يسمح بإشراك الناس والأماكن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في العمليات التي تعمل على توليد أفكار جديدة ومنتجات رائدة.

المشكلة المركزية في ما يتصل بالجغرافيا الاقتصادية في أميركا اليوم هي أن حصة مرتفعة للغاية من الفرص الجديدة تتركز في قِلة من المناطق الحضرية الساحلية الكبرى، وخاصة بوسطن، ونيويورك، وواشنطن العاصمة، وسياتل، وسان فرانسيسكو، ولوس أنجلوس. وهناك أماكن جيدة الأداء في ما يتصل بإنشاء مشاريع جديدة ووظائف جيدة الأجر نسبيا، لكنها أيضا مزدحمة للغاية، في ظل أسعار عقارات مرتفعة، وتواصل الارتفاع. ويواجه كثيرون من الموهوبين صعوبة شديدة في اقتحام أسواق العمل هذه، ويُدفَع السكان من أصحاب الدخول الأدنى إلى النزوح على نحو متزايد.

https://prosyn.org/kABH2HBar