Landers2_getty images Getty Images

عالَـم مُـعـضِـلة الديون الخطير

واشنطن، العاصمة ــ مثلها كمثل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغنية، لم يكن أمام البلدان النامية خيار سوى الاقتراض والإنفاق بكثافة في التعامل مع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). ونتيجة لهذا، تضخمت مستويات ديون البلدان الفقيرة التي كانت مرتفعة بالفعل لتصل إلى أعلى مستوياتها في خمسين عاما. ثم جاء الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تسبب في إحداث زيادات غير مسبوقة في أسعار الغذاء والوقود والأسمدة. والآن بعد أن أدى التضخم المرتفع إلى زيادة أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة، بدأت تتراجع قيمة عملات البلدان النامية، مما يزيد من شدة محنة الديون التي تواجهها.

في مارس/آذار، أشارت تقديرات البنك الدولي إلى أن 12 دولة نامية قد تتخلف عن سداد ديونها خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. الواقع أن علامات التحذير أصبحت بادية للعيان في كل مكان. فقد سحب المستثمرون 50 مليار دولار من صناديق سندات الأسواق الناشئة هذا العام، والآن يجري تداول ديون ما يقرب من ثلث هذه البلدان عند مستويات بائسة. وفي غياب القدرة على الوصول إلى الأسواق، ستضطر حكومات عديدة إلى النضال لترحيل ديونها الخارجية. وفقا لحساباتنا الخاصة، تواجه البلدان المنخفضة الدخل وحدها ما يقرب من 15 مليار دولار من عمليات ترحيل قروض السندات الأوروبية على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

أفضت أزمة الغذاء العالمية الطاحنة هذا العام إلى زيادة الأمور سوءا على سوء. وقد تؤدي سلسلة من أزمات الديون السيادية إلى إشعال شرارة طوارئ إنسانية في العالم النامي، حيث بدأت تنفد احتياطيات الحكومات من النقد الأجنبي الذي تستخدمه لتمويل واردات الغذاء الأساسية، كما حدث في سريلانكا.

https://prosyn.org/WT7dVJqar