Terzi2_Getty Images Getty Images

اقتصاد سياسي مناخي

بروكسل ــ يفرض تغير المناخ تساؤلات محيرة ليس فقط حول ما قد تدين به البلدان الغنية التي تطلق مستويات عالية من الانبعاثات الغازية الضارة للبلدان الفقيرة الأقل نموا، بل وأيضا حول ما يدين به من هم في مواقع السلطة اليوم لأجيال المستقبل. كيف ينبغي لنا أن نبحر عبر المقايضات المفهومة بين التلوث والحق في ملاحقة أهداف التنمية الاقتصادية، أو بين المكاسب الحالية ومكاسب المستقبل؟ والأهم من ذلك، أي أنظمة الحكم أنسب لمواجهة هذا التحدي؟

من منظور أولئك الذين يريدون أن يروا استجابة أقوى كثيرا لتغير المناخ، من السهل إحصاء كل الطرق التي قصرت بها الديمقراطية في الوفاء بوعدها. لنتأمل على سبيل المثال حال الولايات المتحدة، وهي واحدة من أكبر مصادر انبعاثات غازات الانحباس الحراري الكوكبي في التاريخ. وفقا لتقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث في يونيو/حزيران 2020، يقول ثلثا الأميركيين إنهم قلقون بشأن تغير المناخ ويودون لو تبذل الحكومة الفيدرالية المزيد من الجهد لمعالجة هذه المشكلة. وفي وقت لاحق من ذلك العام، انتخب الشعب الأميركي رئيسا ديمقراطيا يَـعِـد ببرنامج قوي في ما يتصل بسياسة المناخ.

ولكن بسبب مقاومة عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ من ذوي الميول المحافظة، استغرق الأمر عاما ونصف العام من المفاوضات الـمُـنهِـكة لتقديم أي تشريع يتعلق بالمناخ على الإطلاق، وقد تتعرض بعض هذه المكاسب للخطر قريبا إذا عانى الديمقراطيون من ذوي الوعي المناخي من خسائر جسيمة في انتخابات التجديد النصفي هذا العام.

https://prosyn.org/FsKerg5ar