machado1_GettyImages-687464428-BW_COL_CMYK Project Syndicate

فنزويلا تناضل من أجل الحرية

كاراكاس ــ كانت موجة الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت فنزويلا هذا العام سببا في تركيز الاهتمام العالمي حول المحنة التي يعيشها بلدي. فقد ترك الملايين من أهل فنزويلا ديارهم، ولا يزال كثيرون آخرون يحاولون الفرار من الجوع، والمرض، والاضطهاد. وبدلا من السعي إلى إنهاء المعاناة، اتخذ الرئيس نيكولاس مادورو خطوات لترسيخ حكمه الدكتاتوري، فانتزع الإدانات من مختلف أنحاء العالَم.

ولكن في حين صارت أزمة فنزويلا الآن مستقرة على رادار المجتمع الدولي، فإن قليلين هم من استوعبوا بشكل كامل أسباب الأزمة، أو ماذا قد يعني انزلاق البلاد إلى الاستبداد خارج حدودها. إن النظام الذي نجح في تحويل بلد مزدهر إلى حالة مزرية من الفقر والجريمة يمثل تهديدا ليس فقط لأهل فنزويلا بل وأيضا لعقود من التقدم الديمقراطي في المنطقة.

ذهب بعض المراقبين إلى تشبيه استبداد مادورو بقبضة راؤول كاسترو الحديدية على كوبا. بيد أننا لن نجد في فنزويلا نظاما شموليا استبداديا تام النضج، بل "حالة استثنائية" دائمة، إذا استعرنا المصطلح من الـمُنَظِّر القانوني الألماني كارل شميت. فباستخدام وهم الانتخابات الحرة كستارة دخان، سعى مادورو إلى تجريد الديمقراطية في فنزويلا من جوهرها من خلال إخضاع كل المؤسسات الرئيسية، وخاصة المجلس الانتخابي الوطني، للحكومة.

https://prosyn.org/X7rvFedar