alsaud4_ Artur WidakNurPhoto via Getty Images_unflag Artur Widak/NurPhoto via Getty Images

النظام العالمي يستلزم إعادة النظر

باكوـ في الوقت الذي بدأ فيه العالم يتعافى من إحدى أكبر الأزمات التي شهدتها العقود الأخيرة، اندلعت أزمة أخرى في أوروبا. وتمامًا كما أبرزت جائحة كوفيد-19 إنسانيتنا المشتركة، ذكّرتنا حرب روسيا على أوكرانيا بمدى هشاشة عالمنا وترابطه، ومدى الاعتماد المتبادل بين أقطاره. وكما يقول الصينيون، "الكل واحد في العالم بأكمله."

إن اشتداد المواجهات بين القوى العظمى وتفكيك العولمة يهددان السلام والأمن العالميين. ويبدو أن الأزمات الجديدة كامنة في كل ركن، بيد أن الحلول المناسبة لمعالجتها ليست كذلك- لا في الشرق الأقصى، ولا في جنوب آسيا، ولا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا في أفريقيا جنوب الصحراء، ولا في أوروبا الشرقية، ولا في أمريكا اللاتينية. فالمزاج الشعبي أصبح سيئا وأعاد تنشيط الشعبوية، والقومية، وكراهية الإسلام، وغيرها من الاتجاهات التي تهدد ما حققته البشرية من إنجازات تقدمية منذ الحرب العالمية الثانية.

إن الأزمة الأوكرانية نفسها هي أحد مؤشرات وجود مشاكل هيكلية أكثر عمقا في النظام الدولي.فقد فشل هذا النظام الذي يقوده الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الصين، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، في الالتزام بمبادئ الحكم الرشيد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.

https://prosyn.org/sG1P8q0ar