malbright2_Michael Sohn - PoolGetty Images_guterres Michael Sohn - PoolGetty Images

أجندتنا المشتركة والطريق إلى 2023

واشنطن، العاصمة ــ منذ زمن الحرب العالمية الثانية، لم يواجه المجتمع الدولي اختبارا على قدر من الضخامة كمثل الأزمتين المتشابكتين المتمثلتين في جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) وتغير المناخ، وفجوات التفاوت الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي كشفتا عنها. مع ذلك، وبالتحديد عندما أصبحت الحاجة ماسة إل العمل العالمي الجماعي لمعالجة هذه الأزمات، تتسبب النزعة القومية الإقصائية والتوترات المتصاعدة بين القوى العظمى، بما في ذلك حرب باردة بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية، في تآكل التعاون الأساسي المتعدد الأطراف.

في تقريره الجديد الرائد بعنوان "أجندتنا المشتركة"، يزعم أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن "الإنسانية تواجه اختيارا صارما وعاجلا: إما الانهيار أو الارتقاء". يؤكد جوتيريش على القيم الأساسية الجوهرية المتمثلة في الثقة والتضامن ــ والحاجة إلى عقد اجتماعي جديد بين المواطنين ومؤسساتهم على مستويات الحكم كافة ــ في السعي إل تحقيق التعافي العالمي العادل والمستدام من الجائحة الحالية. مع احتفالنا بيوم آخر من أيام الأمم المتحدة (الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول)، يجب أن تكون هذه القيم موظفة لتوجيه وإرشاد استراتيجية ذكية وطموحة سياسيا لإدخال التغييرات المؤسسية والقانونية التي طال انتظارها على النظام المتعدد الأطراف الذي بدأ العمل به بعد عام 1945.

بعد فترة وجيزة من اجتماع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تحت قيادة عبد الله شاهد، رئيس الجمعية العامة، في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول في نيويورك، من المتوقع أن يصادقوا على قرار يقضي بالبدء في اتخاذ إجراءات المتابعة بشأن العديد من مقترحات جوتيريش. من بين أفكاره الأكثر معاصرة للأحداث لبناء تعددية أكثر شمولا وترابطا نجد خطة محدثة لإحلال السلام، مدعومة بمنصة جديدة للطوارئ في الاستجابة للأزمات العالمية المعقدة؛ وتعيين مبعوث خاص لأجيال المستقبل؛ فضلا عن أفكار مبدعة تشمل التحول الرقمي، وتحليل البيانات، والاستشراف الاستراتيجي.

https://prosyn.org/qeI5NLMar