kisilowski7_Brandon BellGetty Images Brandon Bell/Getty Images

صُـداع الفاشستية

وارسو ــ يبدو أن الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الشهر في تركيا، والتي أعقبها التصويت البرلماني في بولندا، قد تُـواصِـل الاتجاه الذي بدأ في عام 2020 بفوز جو بايدن على دونالد ترمب في الولايات المتحدة واستمر حتى العام الماضي بانتصار لويز إيناسيو لولا دا سيلفا على جايير بولسونارو في البرازيل. قدمت كل من العمليتين الانتخابيتين شعورا قويا بأن الـمَـدّ كان ينقلب ضد الحكام السلطويين الشعبويين.

لكن من منظور القوى الديمقراطية، يُـعَـد النجاح الانتخابي مجرد خطوة أولى. ذلك أن العمل الشاق المتمثل في إعادة بناء المؤسسات لا يبدأ إلا بعد الإطاحة بحكومة استبدادية.

ولكن كيف من الممكن أن ينجح الذين يقودون هذه العملية، في حين ترفض القوى السياسية الكبرى قبول أساسيات النظام الانتخابي التنافسي؟ هذه منطقة مجهولة إلى حد كبير. كانت "الموجة الثالثة" من التحول الديمقراطي في أواخر القرن العشرين تشتمل على نحو شبه قصري على ما يمكننا وصفه بأنه تحولات "تعاونية". سواء تفاوضت القوى السياسية التي تقف وراء النظام الساقط على التحول، أو أُطيح بها من السلطة، فإنها أذعنت لنظام ديمقراطي جديد ــ أو دعمته في بعض الأحيان.

https://prosyn.org/00NdHPUar