theresa may brexit nonconfidence vote Dominic Lipinski/PA Images via Getty Images

ساعة الخروج البريطاني

أثينا — جاءت الهزيمة الساحقة التي أنزلها البرلمان البريطاني بخطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي لتؤكد مرة أخرى على أنه لا بديل عن الديمقراطية. ويستحق أعضاء البرلمان التهنئة لاحتفاظهم بهدوئهم وثباتهم في مواجهة موعد نهائي مختلق. هذا الموعد النهائي هو السبب الذي جعل الخروج البريطاني يثبت كونه شديد الصعوبة بل وربما يكون شديد الضرر. ولحل معضلة الخروج البريطاني، لابد أن يُزال هذا الموعد النهائي المصطنع بالكامل، لا أن يُعاد تعيينه فحسب.

الواقع أن ترك الاتحاد الأوروبي حدث مؤلم بطبيعته. ذلك أن العملية التي يتعين على أي دولة أن تتبعها للخروج من الاتحاد الأوروبي تحكمها المادة خمسين من معاهدة لشبونة، التي من عجيب المفارقات أن من وضعها دبلوماسي بريطاني حريص على ردع الخروج من الاتحاد الأوروبي. ولهذا السبب تحدد المادة خمسين فترة مفاوضات تمتد لسنتين وتنتهي بموعد نهائي مشؤوم: فإذا لم تسفر المفاوضات عن اتفاق طلاق خلال الفترة المحددة ــ التي تنتهي في التاسع والعشرين من مارس/آذار في حالة بريطانيا ــ تجد الدولة العضو نفسها فجأة خارج الاتحاد الأوروبي، فتواجه صعوبات غير عادية بين عشية وضحاها.

الواقع أن هذه القاعدة تقوض أي مفاوضات حقيقة. إذ يركز المفاوضون على تاريخ الانتهاء ويخلصون إلى أن الطرف الآخر ليس لديه أي حافز للكشف عن أوراقه قبل ذلك الموعد. وسواء كانت فترة التفاوض المخصصة شهرين أو عامين أو عقدين من الزمن، فإن النتيجة هي ذاتها دوما: فالجانب الأقوى (المفوضية الأوروبية في بروكسل في حالتنا هذه) لديه الحافز لاستهلاك الوقت وعدم تقديم أي تنازلات حقيقية قبل اللحظة الأخيرة.

https://prosyn.org/zOritTyar