agar6_Bernd Weißbrodpicture alliance via Getty Images_university Bernd Weißbrodpicture alliance via Getty Images

إيجاد الهدف من العلوم الإنسانية

اديليد- إن هذه أوقات عصيبة بالنسبة للعلوم الإنسانية. ان العديد من مواضيع الآداب والفنون الليبرالية أصبح يُنظر اليها على أنها غير ذات صلة وعفا عليها الزمن فمن لديه القدرة المالية على الاستثمار في أربع سنوات من التعليم الذي يركّز على حكمة حضارة المايا أو الاختلافات الدقيقة ضمن الشعر الياباني؟ لو قمنا بتكييف القول المأثور الشهير لتشرشل سنة 1939 عن فهم روسيا وتطبيقه هنا سنجد أن الطلبة اليوم يواجهون جائحة مغلّفة بالثورة التكنولوجية داخل أزمة مناخية.

أنا اعتقد كباحث فخور في العلوم الإنسانية، أن المعرفة التي أنقلها أنا وزملائي هي ضرورية لإعداد الطلاب لعدم اليقين في المستقبل وكما أظهرت الخمس سنوات الأخيرة فإن التوقعات من أفضل الخبراء التقنيين معرفة يمكن ان تفشل بسهولة. ان العلوم الإنسانية وبتركيزها على مجموعة لا تنتهي من الخبرة البشرية تقدّم أفضل ضمان ضد المتنبئين من أصحاب الثقة المفرطة.

لكن حتى عند شرح ان العلوم الإنسانية ما تزال عملية - خاصة عند البحث عن الدعم السياسي- لا يكفي تكرار ما نعرف أنه صحيح ففي استراليا توجد حكومة غير متعاطفة تستهدف العلوم الإنسانية مما زاد بشكل كبير التكلفة على الطلبة الذين يرغبون بدراستها. ان الهدف الواضح هو ان تبعث برسالة للسوق مفادها أن من الأفضل أن يقضي الطلبة وقتهم في دراسة مواضيع تمكّنهم من الحصول على وظائف جاهزة مثل مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وطبقا لوزير التربية السابق دان تيهان – وهو خريج علوم إنسانية لا يفتخر بها كثيراً- فإن هذه السياسة سوف تنقذ الطلاب من نوعية التعليم التي تضيع عليهم تقريبا فرصة الحصول على وظيفة.

https://prosyn.org/tVrPskSar