james215_Irina Gutyryak Getty Images_currencies Irina Gutyryak Getty Images

الطريق إلى الحرب عبر الهجمات المالية

برلين- نظرا لضرورة اعتبار الاستقرار المالي العالمي منفعة عامة، فإن العديد من المؤسسات الدولية تتفانى في تهيئة الظروف اللازمة لدعم هذا الاستقرار. ومع ذلك، فإن الصراع الجيوسياسي غالبا ما يُحدث تغييرا في طريقة التفكير، فيصبح عدم الاستقرار، فجأة، أداة فعالة لحماية المصالح الخاصة في منافسة عالمية محصلتها صِفر. ويشهد عصرنا الحالي الذي يتسم بالحروب التجارية، وبسلاسل إمداد عابرة للحدود، وبتقييد الوصول إلى التكنولوجيات الرئيسية- لنسمها "السياسة الجيوتقنية" ـ نسخة جديدة من هذه الديناميكية القديمة. وإذا كان لنا أن نسترشد بالتاريخ، فإننا على أبواب حرب مالية.

في القرن العشرين، وقبل اندلاع الحربين العالميتين، شُكلت كتل متنافسة وارتفع عدد الهجمات المالية المحددة الأهداف. ومع تصاعد التوترات الدبلوماسية، حاول كل جانب تقويض قدرات الطرف الآخر عن طريق شن حرب استنزاف مالية. إذن، فإن التعبئة المالية سبقت التعبئة العسكرية في الفترة ما قبل عام 1914.

فعلى سبيل المثال، خلال الأزمة الثانية المتعلقة بالمغرب عام 1911، ردت فرنسا على نشر ألمانيا لزورق حربي في مدينة أغادير الساحلية بتنظيم عملية بيع سريعة للأوراق المالية الألمانية، مما أثار الذعر المالي في ألمانيا. وفي الوقت نفسه، تخلت النمسا والمجر، التي أرادت شرِكاتهما الاستفادة من سوق رأس المال الفرنسي، عن حليفتها الألمانية واصطفت مع باريس. ونتيجة لذلك، ارتابت ألمانيا من حصولها على دعم النمسا، وأصبحت أكثر عزما على خلق المشاكل الاقتصادية التي من شأنها أن تجبر إمبراطورية هابسبورغ على الاصطفاف إلى جانبها مجددا.

https://prosyn.org/dD905xaar