ميدلاند، تكساس ــ منذ أسست منظمتي غير الساعية إلى تحقيق الربح بدأت أنظر إلى المنظمات الأخرى غير الساعية إلى تحقيق الربح بعينين جديدتين. إن عدد هذه المنظمات أكبر كثيراً مما كنت أتصور. وباعتباري أنتمي إلى فئة "المستثمر الملاك" (شخص ثري يقدم رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع) فلم أكن أتعامل مع هذه المنظمات. والآن يقلقني أن هذه المنظمات تفتقر إلى الكفاءة إلى حد رهيب.
مع سفري إلى مدن صغيرة، فإن العديد من الشركات التي أراها ــ أغلبها في ما يبدو ــ تنتمي إلى سلاسل كبيرة، وتتعامل في عقود شراء ضخمة، وتتبنى إجراءات تدريب موحدة، وجودة ثابتة، وكما أفترض تحقق أرباحا. وعلى النقيض من هذا، سنجد أن أغلب المنظمات غير الساعية إلى الربح صغيرة ويديرها غالباً أشخاص متحمسون ولكنه لا يملكون الكثير من الخبرة أو المهارات الإدارية. وتستفيد هذه المنظمات من التفاني وليس الكفاءة ــ وهو أمر جدير بالاحترام ولكنه غير قابل للتطوير بسهولة.
ويشكل هذا تحدياً للاقتراح العام المتمثل في مساعدة النفس، وأيضاً لمشروعي الجديد: المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة، والذي يقدم المشورة لخمسة مجتمعات تتنافس على الفوز بجائزة المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة عن أكبر تحسن وفقاً لخمسة مقاييس في مجال الصحة (وليس الرعاية الصحية) على مدى خمس سنوات.
وآخر ما نريد القيام به أو يمكننا القيام به هو إدارة الأمور. ورغم هذا فإننا نحتاج إلى وضع تصور للكيفية التي يمكننا بها تقديم الدعم المناسب لمساعدة المجتمعات في إدارة الأمور بنفسها ــ تماماً كما قد تقدم إحدى الشركات الدعم لامتياز أو وكيل توزيع. فالملكية محلية، وهدفنا النهائي هو تقديم النماذج والإلهام لمجتمعات أكبر بمرور الوقت.
وما يقلقني هو أن مجرد وجود برنامج لمرض السكري، أو مجموعة من الممرضات الزائرات، أو برنامج لمشاركة الدراجات لا يكفي. فهناك برامج جيدة وأخرى غير ناجحة ــ تماماً كما يوجد مطاعم أو شركات طيران أو شركات نفط جيدة وأخرى رديئة. فالإدارة هي التي تصنع الفارق، والذي يتلخص في نهاية المطاف في القيادة الجيدة وأفضل الممارسات.
ولكن هذا ليس ما قد تتمكن أغلب البرامج غير الساعية إلى الربح من تحقيقه. فهي ليست جزءاً من منظمة أكبر تتولى تدريب عمالها وتحديد المعايير وتقدم الدعم لكل شيء من إطلاق المسميات على المنتجات إلى الشراء.
At a time of escalating global turmoil, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided.
Subscribe to Digital or Digital Plus now to secure your discount.
Subscribe Now
أجل، الآن هناك "أصحاب مشاريع اجتماعية". ولكن هل نستطيع أن نجدهم وندعمهم على نطاق واسع؟ إن المنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح ليس لديها طريقة سهلة للتوسع أو جمع رأس المال أو توحيد القوى. وهناك بعض النماذج التجارية الجديدة (مثل سندات الأثر الاجتماعي)، وهناك بكل تأكيد الشركات التي تبيع برامج اجتماعية لمن يدفع لها مثل الحكومات، تماماً كما توجد جمعيات خيرية تستعين بمصادر خارجية. ولكن خلافاً للقطاع الساعي إلى تحقيق الربح فإن العالم غير الساعي إلى تحقيق الربح ليس سائلاً ويتسم بالكفاءة، وليس لدى المنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح حوافز قد تدفعها إلى الاندماج، خاصة وأن بعض الناس سوف يضطرون إلى التخلي عن مقاعدهم في مجلس الإدارة أو المناصب القيادية.
ورغم أن هذا ينطبق أيضاً على العديد من الشركات الساعية إلى تحقيق الربح، فإن السوق تتفوق على تفضيلات قادتها. فإذا ابتعد العملاء أو المساهمون فإن مجلس الإدارة يعين مديرين جدد أو يبيع الشركة لشخص قادر على إدارتها بشكل أفضل.
إن المشكلة في المنظمات الخيرية هي أن الحافز لديها لكي تصبح أكثر كفاءة ضئيل. وقد تساعد متطلبات الإفصاح، ولكنها لا تضاهي انضباط السوق. ففي حالة تقديم السلع والخدمات طلباً للربح، يكون العملاء ومن يدفعون ثمن السلع والخدمات هم نفس الأشخاص؛ وهم يراقبون الجودة بأنفسهم. ويراقب المساهمون ــ في الأساس ــ استخدام الموارد لتحقيق الجودة (والتي تقاس بشكل تقريبي باعتبارها قابلية للربح).
ولا توجد وسيلة بسيطة لمراقبة جودة وكفاءة أعمال الخير ــ وخاصة تلك المكرسة لتغيرات طويلة الأجل (بمعنى الاستثمارات) وليس التسليم اليومي للخدمات. وفي المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة نبحث عن أماكن وعن أشخاص قرروا بالفعل القيام بشيء ويحتاجون إلى المساعدة للمضي قدما. ولكن حتى حيثما يوجد مثل هذا "النسيج الاجتماعي" فإن انتشار الجهود المستقلة كثيراً ما يعكس مشاعر الأفراد وليس القدرة الواسعة النطاق.
كيف يمكن للمرء إذن أن يتعامل مع بناء القدرات المتفاعلة التي تعالج الفقر والجهل وسوء الصحة في حين يتجنب في الوقت نفسه التكرار المفرط؟
إن المسألة ليست في كيفية خلق سلسلة من مطاعم الفقراء، بل في كيفية تطوير القيادة القادرة على خلق حوافز حقيقية لهيئة العاملين. ولنتأمل هنا حالة سوزان بوردن في المنطقة الصحية للمدن الساحلية في ولاية كاليفورنيا. في الأصل كانت مسؤولة إدارية في مستشفى للربح، ثم انضمت إلى المنطقة الصحية للمدن الساحلية عندما كانت عبارة عن بناية متخلفة عن بيع مستشفى غير ربحية لمجموعة صحية تسعى إلى تحقيق الربح.
وبفضل طاقتها وحماسها نجحت بوردن في تحويل العملية إلى وكالة صحية مزدهرة (ليس لتقديم الرعاية الصحية) تغطي ثلاث مدن ونحو 300 ألف شخص على الطرف الغربي من لوس أنجليس. ويعمل بالمنطقة الصحية للمدن الساحلية نحو سبعين موظفاً وسبعمائة متطوع. وقد وجد الغرباء تحسناً ملموساً في صحة المقيمين.
والواقع أن برنامج المنطقة الصحية للمدن الساحلية ليس جديدا: برامج المشي إلى المدرسة للأطفال، وقوائم الأطعمة الصحية (من خلال مشروع المناطق الزرقاء التابع للمنطقة) للمطاعم المحلية، والدعم الاجتماعي للمسنين، ودورات التمارين الرياضية، وبرامج التحصين، وما إلى ذلك. ولكن الطاقة التي يقبل بها الناس على هذه الفكرة فريدة من نوعها حقا.
والحق أنني متحمسة إزاء إمكانية استخدام البرمجيات للمساعدة في تقديم الخدمات المجتمعية المصممة وفقاً لاحتياجات كل مجتمع بتكاليف إضافية بسيطة. ولكن الأشخاص المدربين غير متوفرين بالقدر الكافي. فكم قد نحتاج من أجل تدريب المدربين ــ وأولئك الذين يدربون المدربين؟ وإلى أي مدى يمكن تدريب الناس؟ قد تكون الدورات على شبكة الإنترنت فكرة ناجحة لتعليم المواضيع الفنية، ولكن هل توجد وسيلة للتشغيل الآلي، ولو جزئياً على الأقل، لعملية تدريب كل الأشخاص الذين نحتاج إلى تعبئتهم في مجال تعزيز الصحة؟
على سبيل المثال، أنا أستثمر في أومادا للصحة، وهي وكالة تقدم خدمات إدارة مرض السكري في مقابل بعض الربح. يتولى المستشار الواحد في هذه الوكالة إدارة عشر مجموعات كل منها تتألف من عشرة أشخاص، جزئياً على شبكة الإنترنت، وجزئياً وجهاً لوجه (تدفع لهم أجورهم عادة شركات التأمين الصحي أو أرباب العمل، الذين يستفيدون عندما يصبح المعرضون للإصابة بمرض السكري أصحاء أو لا يتمكن منهم المرض). ولا يشكل المنهج تحدياً لأومادا؛ بل يكمن التحدي في تدريب الأشخاص لتحويلهم إلى مستشارين أكفاء.
ورغم أنني أتوقع أن أتعلم الكثير من خلال عملي في المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة، فأنا على يقين من أن المشكلة الأكبر سوف تتلخص في البحث عن الأشخاص القادرين على التصدي للتحديات في كل مجتمع. ولكن ما هو التوازن الأمثل بين القابلية للتكرار المتسق واللمسة الإنسانية؟
إن وعد القدرة الإنتاجية الضخمة أمر عظيم بالنسبة للمنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح ــ ليس فقط من حيث التكاليف، بل وأيضاً للوصول إلى أفضل الممارسات ومراقبة الجودة. ورغم هذا فإن القيمة الحقيقية تكمن في تدريب الناس على مساعدة أنفسهم على نطاق محلي ــ بتمكينهم وليس التحكم فيهم، وتحويلهم إلى مبدعين وليس مجرد أشخاص مدربين على القيام بعمل بعينه، وتشجيعهم على العمل باختيارهم وليس بدافع من الحاجة.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
According to the incoming chair of US President Donald Trump’s
Council of Economic Advisers, America runs large trade deficits and
struggles to compete in manufacturing because foreign demand for US
financial assets has made the dollar too strong. It is not a persuasive
argument.
is unpersuaded by the argument made by presidential advisers for unilaterally restructuring global trade.
By launching new trade wars and ordering the creation of a Bitcoin reserve, Donald Trump is assuming that US trade partners will pay any price to maintain access to the American market. But if he is wrong about that, the dominance of the US dollar, and all the advantages it confers, could be lost indefinitely.
doubts the US administration can preserve the greenback’s status while pursuing its trade and crypto policies.
Diane Coyle
suggests ways to account for “free” digital services in economic frameworks, considers how to prevent the emergence of AI monopolies, warns that cutting funding for basic research is tantamount to destroying the US economy’s foundations, and more.
ميدلاند، تكساس ــ منذ أسست منظمتي غير الساعية إلى تحقيق الربح بدأت أنظر إلى المنظمات الأخرى غير الساعية إلى تحقيق الربح بعينين جديدتين. إن عدد هذه المنظمات أكبر كثيراً مما كنت أتصور. وباعتباري أنتمي إلى فئة "المستثمر الملاك" (شخص ثري يقدم رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع) فلم أكن أتعامل مع هذه المنظمات. والآن يقلقني أن هذه المنظمات تفتقر إلى الكفاءة إلى حد رهيب.
مع سفري إلى مدن صغيرة، فإن العديد من الشركات التي أراها ــ أغلبها في ما يبدو ــ تنتمي إلى سلاسل كبيرة، وتتعامل في عقود شراء ضخمة، وتتبنى إجراءات تدريب موحدة، وجودة ثابتة، وكما أفترض تحقق أرباحا. وعلى النقيض من هذا، سنجد أن أغلب المنظمات غير الساعية إلى الربح صغيرة ويديرها غالباً أشخاص متحمسون ولكنه لا يملكون الكثير من الخبرة أو المهارات الإدارية. وتستفيد هذه المنظمات من التفاني وليس الكفاءة ــ وهو أمر جدير بالاحترام ولكنه غير قابل للتطوير بسهولة.
ويشكل هذا تحدياً للاقتراح العام المتمثل في مساعدة النفس، وأيضاً لمشروعي الجديد: المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة، والذي يقدم المشورة لخمسة مجتمعات تتنافس على الفوز بجائزة المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة عن أكبر تحسن وفقاً لخمسة مقاييس في مجال الصحة (وليس الرعاية الصحية) على مدى خمس سنوات.
وآخر ما نريد القيام به أو يمكننا القيام به هو إدارة الأمور. ورغم هذا فإننا نحتاج إلى وضع تصور للكيفية التي يمكننا بها تقديم الدعم المناسب لمساعدة المجتمعات في إدارة الأمور بنفسها ــ تماماً كما قد تقدم إحدى الشركات الدعم لامتياز أو وكيل توزيع. فالملكية محلية، وهدفنا النهائي هو تقديم النماذج والإلهام لمجتمعات أكبر بمرور الوقت.
وما يقلقني هو أن مجرد وجود برنامج لمرض السكري، أو مجموعة من الممرضات الزائرات، أو برنامج لمشاركة الدراجات لا يكفي. فهناك برامج جيدة وأخرى غير ناجحة ــ تماماً كما يوجد مطاعم أو شركات طيران أو شركات نفط جيدة وأخرى رديئة. فالإدارة هي التي تصنع الفارق، والذي يتلخص في نهاية المطاف في القيادة الجيدة وأفضل الممارسات.
ولكن هذا ليس ما قد تتمكن أغلب البرامج غير الساعية إلى الربح من تحقيقه. فهي ليست جزءاً من منظمة أكبر تتولى تدريب عمالها وتحديد المعايير وتقدم الدعم لكل شيء من إطلاق المسميات على المنتجات إلى الشراء.
Winter Sale: Save 40% on a new PS subscription
At a time of escalating global turmoil, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided.
Subscribe to Digital or Digital Plus now to secure your discount.
Subscribe Now
أجل، الآن هناك "أصحاب مشاريع اجتماعية". ولكن هل نستطيع أن نجدهم وندعمهم على نطاق واسع؟ إن المنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح ليس لديها طريقة سهلة للتوسع أو جمع رأس المال أو توحيد القوى. وهناك بعض النماذج التجارية الجديدة (مثل سندات الأثر الاجتماعي)، وهناك بكل تأكيد الشركات التي تبيع برامج اجتماعية لمن يدفع لها مثل الحكومات، تماماً كما توجد جمعيات خيرية تستعين بمصادر خارجية. ولكن خلافاً للقطاع الساعي إلى تحقيق الربح فإن العالم غير الساعي إلى تحقيق الربح ليس سائلاً ويتسم بالكفاءة، وليس لدى المنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح حوافز قد تدفعها إلى الاندماج، خاصة وأن بعض الناس سوف يضطرون إلى التخلي عن مقاعدهم في مجلس الإدارة أو المناصب القيادية.
ورغم أن هذا ينطبق أيضاً على العديد من الشركات الساعية إلى تحقيق الربح، فإن السوق تتفوق على تفضيلات قادتها. فإذا ابتعد العملاء أو المساهمون فإن مجلس الإدارة يعين مديرين جدد أو يبيع الشركة لشخص قادر على إدارتها بشكل أفضل.
إن المشكلة في المنظمات الخيرية هي أن الحافز لديها لكي تصبح أكثر كفاءة ضئيل. وقد تساعد متطلبات الإفصاح، ولكنها لا تضاهي انضباط السوق. ففي حالة تقديم السلع والخدمات طلباً للربح، يكون العملاء ومن يدفعون ثمن السلع والخدمات هم نفس الأشخاص؛ وهم يراقبون الجودة بأنفسهم. ويراقب المساهمون ــ في الأساس ــ استخدام الموارد لتحقيق الجودة (والتي تقاس بشكل تقريبي باعتبارها قابلية للربح).
ولا توجد وسيلة بسيطة لمراقبة جودة وكفاءة أعمال الخير ــ وخاصة تلك المكرسة لتغيرات طويلة الأجل (بمعنى الاستثمارات) وليس التسليم اليومي للخدمات. وفي المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة نبحث عن أماكن وعن أشخاص قرروا بالفعل القيام بشيء ويحتاجون إلى المساعدة للمضي قدما. ولكن حتى حيثما يوجد مثل هذا "النسيج الاجتماعي" فإن انتشار الجهود المستقلة كثيراً ما يعكس مشاعر الأفراد وليس القدرة الواسعة النطاق.
كيف يمكن للمرء إذن أن يتعامل مع بناء القدرات المتفاعلة التي تعالج الفقر والجهل وسوء الصحة في حين يتجنب في الوقت نفسه التكرار المفرط؟
إن المسألة ليست في كيفية خلق سلسلة من مطاعم الفقراء، بل في كيفية تطوير القيادة القادرة على خلق حوافز حقيقية لهيئة العاملين. ولنتأمل هنا حالة سوزان بوردن في المنطقة الصحية للمدن الساحلية في ولاية كاليفورنيا. في الأصل كانت مسؤولة إدارية في مستشفى للربح، ثم انضمت إلى المنطقة الصحية للمدن الساحلية عندما كانت عبارة عن بناية متخلفة عن بيع مستشفى غير ربحية لمجموعة صحية تسعى إلى تحقيق الربح.
وبفضل طاقتها وحماسها نجحت بوردن في تحويل العملية إلى وكالة صحية مزدهرة (ليس لتقديم الرعاية الصحية) تغطي ثلاث مدن ونحو 300 ألف شخص على الطرف الغربي من لوس أنجليس. ويعمل بالمنطقة الصحية للمدن الساحلية نحو سبعين موظفاً وسبعمائة متطوع. وقد وجد الغرباء تحسناً ملموساً في صحة المقيمين.
والواقع أن برنامج المنطقة الصحية للمدن الساحلية ليس جديدا: برامج المشي إلى المدرسة للأطفال، وقوائم الأطعمة الصحية (من خلال مشروع المناطق الزرقاء التابع للمنطقة) للمطاعم المحلية، والدعم الاجتماعي للمسنين، ودورات التمارين الرياضية، وبرامج التحصين، وما إلى ذلك. ولكن الطاقة التي يقبل بها الناس على هذه الفكرة فريدة من نوعها حقا.
والحق أنني متحمسة إزاء إمكانية استخدام البرمجيات للمساعدة في تقديم الخدمات المجتمعية المصممة وفقاً لاحتياجات كل مجتمع بتكاليف إضافية بسيطة. ولكن الأشخاص المدربين غير متوفرين بالقدر الكافي. فكم قد نحتاج من أجل تدريب المدربين ــ وأولئك الذين يدربون المدربين؟ وإلى أي مدى يمكن تدريب الناس؟ قد تكون الدورات على شبكة الإنترنت فكرة ناجحة لتعليم المواضيع الفنية، ولكن هل توجد وسيلة للتشغيل الآلي، ولو جزئياً على الأقل، لعملية تدريب كل الأشخاص الذين نحتاج إلى تعبئتهم في مجال تعزيز الصحة؟
على سبيل المثال، أنا أستثمر في أومادا للصحة، وهي وكالة تقدم خدمات إدارة مرض السكري في مقابل بعض الربح. يتولى المستشار الواحد في هذه الوكالة إدارة عشر مجموعات كل منها تتألف من عشرة أشخاص، جزئياً على شبكة الإنترنت، وجزئياً وجهاً لوجه (تدفع لهم أجورهم عادة شركات التأمين الصحي أو أرباب العمل، الذين يستفيدون عندما يصبح المعرضون للإصابة بمرض السكري أصحاء أو لا يتمكن منهم المرض). ولا يشكل المنهج تحدياً لأومادا؛ بل يكمن التحدي في تدريب الأشخاص لتحويلهم إلى مستشارين أكفاء.
ورغم أنني أتوقع أن أتعلم الكثير من خلال عملي في المجلس التنسيقي لمبادرة الصحة، فأنا على يقين من أن المشكلة الأكبر سوف تتلخص في البحث عن الأشخاص القادرين على التصدي للتحديات في كل مجتمع. ولكن ما هو التوازن الأمثل بين القابلية للتكرار المتسق واللمسة الإنسانية؟
إن وعد القدرة الإنتاجية الضخمة أمر عظيم بالنسبة للمنظمات غير الساعية إلى تحقيق الربح ــ ليس فقط من حيث التكاليف، بل وأيضاً للوصول إلى أفضل الممارسات ومراقبة الجودة. ورغم هذا فإن القيمة الحقيقية تكمن في تدريب الناس على مساعدة أنفسهم على نطاق محلي ــ بتمكينهم وليس التحكم فيهم، وتحويلهم إلى مبدعين وليس مجرد أشخاص مدربين على القيام بعمل بعينه، وتشجيعهم على العمل باختيارهم وليس بدافع من الحاجة.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali