بازل / سياتل - عبّر القادة العالميون في الاجتماع السنوي الأخير لجمعية الصحة العالمية في جنيف عن قلقهم وتفاؤلهم بشكل متساوٍ تقريبًا. وشبه المندوبون في الجمعية - وهي هيئة اتخاذ القرارات في منظمة الصحة العالمية - حجم الأزمة الصحية في العالم بحجم التهديد الذي يمثله تغير المناخ. كما أنهم اتفقوا على أن التكنولوجيا والبيانات الرقمية ستلعب دورًا مهمًا في تسريع الجهود لتحقيق الصحة للجميع.
عموما، تحسنت صحة العالم بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة: زاد متوسط العمر المتوقع في العالم بأكثر من خمس سنوات، بينما انخفض معدل وفيات الأطفال بأكثر من 50٪ منذ عام 1990. ومع ذلك، ما زال نصف سكان العالم يفتقرون إلى إمكانية الوصول الكامل إلى الخدمات الصحية الأساسية حيث تدفع النفقات المتعلقة بالصحة نحو 100 مليون شخص كل عام إلى الفقر. تتفاقم حدة هذه المشكلة بشكل خاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث من المتوقع أن يتجاوز العبء المالي للأمراض غير المعدية الأربعة الأكثر شيوعًا (أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) 7 مليار دولار من عام 2011 إلى 2025، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
في الوقت نفسه، أدرك العالم إمكانيات البيانات المتطورة رقميًا لتحسين الصحة العالمية. مع زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية، يمكننا مساعدة الناس على التمتع بصحة جيدة، بدلاً من انتظار إصابتهم بالمرض. يمكننا أن نجعل أنظمة الرعاية الصحية التفاعلية استباقية - أو تنبؤية بفضل الذكاء الاصطناعي (AI).
من وجهة نظرنا، تعد الصحة الرقمية الطريقة الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة للعالم للوفاء بأهداف الصحة المتعلقة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة - وخاصة التغطية الصحية الشاملة، حيث يمكن للجميع الوصول إلى الرعاية الجيدة التي يحتاجون إليها دون تكبد أعباء مالية. تعد الصحة الرقمية أيضًا أولوية قصوى بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، التي أنشأت في وقت سابق من هذا العام قسم الصحة الرقمية ونشرت أول مجموعة من المبادئ التوجيهية حول هذا الموضوع.
مع العديد من الاجتماعات العالمية الرئيسية لوضع الإستراتيجية، بما في ذلك الاجتماع الرفيع المستوى للأمم المتحدة حول التغطية الصحية الشاملة في نيويورك في سبتمبر / أيلول، على العالم أن يبذل جهودا أكبر لتحقيق وعد الصحة الرقمية. هناك ثلاث فرص واضحة للشراكات بين القطاعات: في مجال التنبؤ والوقاية وتقديم الرعاية الصحية.
إن فهم – والتنبؤ كلما أمكن - بالملف الصحي للسكان هو جزء لا يتجزأ من توفير رعاية أفضل. يمكن لجمع البيانات الرقمية، بما في ذلك من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أن يساعد أنظمة الرعاية الصحية على اكتشاف عوامل الخطر مقدمًا والاستجابة السريعة للوقاية من الأمراض. يمكن للبيانات في الوقت الحقيقي إعلام قرارات التخطيط وتخصيص الموارد، وخفض التكاليف، وتحسين الجودة الشاملة للرعاية. من الضروري أيضًا إجراء عمليات أفضل لضمان أمان البيانات والخصوصية لتنفيذ الأنظمة التنبؤية على نطاق واسع.
At a time of escalating global turmoil, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided.
Subscribe to Digital or Digital Plus now to secure your discount.
Subscribe Now
لاستكشاف التحديات والفرص الضخمة في هذا المجال، تشارك مؤسسة نوفارتيس ومايكروسوفت في رئاسة مجموعة عمل جديدة للجنة "النطاق العريض" والتي ستقدم توصيات بشأن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتحسين الصحة وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية بأمان. وعلى نفس المنوال، تعمل منظمة "PATH" للدفاع عن الصحة مع الحكومة التنزانية لاختبار تطبيقات التعلم الآلي التي تعد بتوقع الطلب على اللقاحات بشكل أكثر دقة وتحسين إيصالها.
يمكن أيضًا أن تلعب الأدوات الصحية الرقمية التي تعمل على تعليم وتمكين المرضى دورًا مهمًا في الوقاية من الأمراض. يمكن للتكنولوجيا البسيطة والمتاحة والفعالة من حيث التكلفة، مثل الهواتف المحمولة والنطاق العريض، أن تحدث فرقًا كبيرًا في زيادة الوعي بأسباب المرض وأعراضه المبكرة. تتعاون منظمة "باث" ومؤسسة "نوفارتيس" على سبيل المثال في برنامج "مجتمعات القلوب الصحية " في فيتنام، والذي يستخدم التكنولوجيا الرقمية لتحسين وتسريع السيطرة على ارتفاع ضغط الدم - والذي يعد السبب الرئيسي لأمراض القلب.
أخيرًا، يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في تقديم الرعاية الصحية للأشخاص في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات، وبالتالي معالجة واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون الحد من انتشار الأمراض. يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف المحمولة وتطبيق الواتساب والرسائل النصية إلى تحسين جودة الرعاية وتمكين ملايين الأشخاص من الوصول إليها. في هذا الصدد، أدخلت مؤسسة "نوفارتيس" و "باث" خدمات التطبيب عن بعد في غانا، والتي تربط سكان الريف بأخصائيي الرعاية الصحية المدربين، ولوحات المعلومات الرقمية التي تتيح رعاية أفضل وأسرع لمكافحة الملاريا.
يجب دمج البيانات والتكنولوجيا الرقمية بالكامل في النظم الصحية الوطنية، ويجب أن تصبح أساسية مثل أسرة المستشفيات. لم تكن الكثير من البرامج التجريبية للصحة الرقمية على مدار العقد الماضي منسقًة وركزت فقط على القضايا الفردية. وبالتالي فإن عمل الحكومات الوطنية أمر حاسم لضمان إتباع نهج متماسك.
لحسن الحظ، بدأت الجهود العالمية والمحلية تتحرك في هذا الاتجاه. في وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، أنشأت جمهورية الكونغو الديمقراطية أول وكالة للصحة الرقمية، تتطلع إلى تحسين إدارة نظام الرعاية الصحية، وتوفير رعاية أفضل، وجعل الخدمات متاحة للجميع.
يمكننا حل الأزمة الصحية العالمية وتحقيق تغطية شاملة، وذلك فقط من خلال جعل الأدوات الرقمية مركزية للأنظمة الصحية في جميع البلدان. لا يمكن لأي منظمة تحقيق ذلك بمفردها: نحن بحاجة إلى القطاعات العامة والخاصة والاجتماعية للعمل معًا. في الواقع، يجب أن يكون الهدف هو نشر هذه التقنيات الجديدة على نطاق واسع. بذلك، لن نكون بحاجة إلى الإشارة إلى الصحة "الرقمية"، لأن هذا هو ما ستكون عليه جميع الأنظمة الصحية.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
By choosing to side with the aggressor in the Ukraine war, President Donald Trump’s administration has effectively driven the final nail into the coffin of US global leadership. Unless Europe fills the void – first and foremost by supporting Ukraine – it faces the prospect of more chaos and conflict in the years to come.
For most of human history, economic scarcity was a constant – the condition that had to be escaped, mitigated, or rationalized. Why, then, is scarcity's opposite regarded as a problem?
asks why the absence of economic scarcity is viewed as a problem rather than a cause for celebration.
بازل / سياتل - عبّر القادة العالميون في الاجتماع السنوي الأخير لجمعية الصحة العالمية في جنيف عن قلقهم وتفاؤلهم بشكل متساوٍ تقريبًا. وشبه المندوبون في الجمعية - وهي هيئة اتخاذ القرارات في منظمة الصحة العالمية - حجم الأزمة الصحية في العالم بحجم التهديد الذي يمثله تغير المناخ. كما أنهم اتفقوا على أن التكنولوجيا والبيانات الرقمية ستلعب دورًا مهمًا في تسريع الجهود لتحقيق الصحة للجميع.
عموما، تحسنت صحة العالم بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة: زاد متوسط العمر المتوقع في العالم بأكثر من خمس سنوات، بينما انخفض معدل وفيات الأطفال بأكثر من 50٪ منذ عام 1990. ومع ذلك، ما زال نصف سكان العالم يفتقرون إلى إمكانية الوصول الكامل إلى الخدمات الصحية الأساسية حيث تدفع النفقات المتعلقة بالصحة نحو 100 مليون شخص كل عام إلى الفقر. تتفاقم حدة هذه المشكلة بشكل خاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث من المتوقع أن يتجاوز العبء المالي للأمراض غير المعدية الأربعة الأكثر شيوعًا (أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) 7 مليار دولار من عام 2011 إلى 2025، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
في الوقت نفسه، أدرك العالم إمكانيات البيانات المتطورة رقميًا لتحسين الصحة العالمية. مع زيادة استخدام التكنولوجيا الرقمية، يمكننا مساعدة الناس على التمتع بصحة جيدة، بدلاً من انتظار إصابتهم بالمرض. يمكننا أن نجعل أنظمة الرعاية الصحية التفاعلية استباقية - أو تنبؤية بفضل الذكاء الاصطناعي (AI).
من وجهة نظرنا، تعد الصحة الرقمية الطريقة الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة للعالم للوفاء بأهداف الصحة المتعلقة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة - وخاصة التغطية الصحية الشاملة، حيث يمكن للجميع الوصول إلى الرعاية الجيدة التي يحتاجون إليها دون تكبد أعباء مالية. تعد الصحة الرقمية أيضًا أولوية قصوى بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، التي أنشأت في وقت سابق من هذا العام قسم الصحة الرقمية ونشرت أول مجموعة من المبادئ التوجيهية حول هذا الموضوع.
مع العديد من الاجتماعات العالمية الرئيسية لوضع الإستراتيجية، بما في ذلك الاجتماع الرفيع المستوى للأمم المتحدة حول التغطية الصحية الشاملة في نيويورك في سبتمبر / أيلول، على العالم أن يبذل جهودا أكبر لتحقيق وعد الصحة الرقمية. هناك ثلاث فرص واضحة للشراكات بين القطاعات: في مجال التنبؤ والوقاية وتقديم الرعاية الصحية.
إن فهم – والتنبؤ كلما أمكن - بالملف الصحي للسكان هو جزء لا يتجزأ من توفير رعاية أفضل. يمكن لجمع البيانات الرقمية، بما في ذلك من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أن يساعد أنظمة الرعاية الصحية على اكتشاف عوامل الخطر مقدمًا والاستجابة السريعة للوقاية من الأمراض. يمكن للبيانات في الوقت الحقيقي إعلام قرارات التخطيط وتخصيص الموارد، وخفض التكاليف، وتحسين الجودة الشاملة للرعاية. من الضروري أيضًا إجراء عمليات أفضل لضمان أمان البيانات والخصوصية لتنفيذ الأنظمة التنبؤية على نطاق واسع.
Winter Sale: Save 40% on a new PS subscription
At a time of escalating global turmoil, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided.
Subscribe to Digital or Digital Plus now to secure your discount.
Subscribe Now
لاستكشاف التحديات والفرص الضخمة في هذا المجال، تشارك مؤسسة نوفارتيس ومايكروسوفت في رئاسة مجموعة عمل جديدة للجنة "النطاق العريض" والتي ستقدم توصيات بشأن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتحسين الصحة وتعزيز أنظمة الرعاية الصحية بأمان. وعلى نفس المنوال، تعمل منظمة "PATH" للدفاع عن الصحة مع الحكومة التنزانية لاختبار تطبيقات التعلم الآلي التي تعد بتوقع الطلب على اللقاحات بشكل أكثر دقة وتحسين إيصالها.
يمكن أيضًا أن تلعب الأدوات الصحية الرقمية التي تعمل على تعليم وتمكين المرضى دورًا مهمًا في الوقاية من الأمراض. يمكن للتكنولوجيا البسيطة والمتاحة والفعالة من حيث التكلفة، مثل الهواتف المحمولة والنطاق العريض، أن تحدث فرقًا كبيرًا في زيادة الوعي بأسباب المرض وأعراضه المبكرة. تتعاون منظمة "باث" ومؤسسة "نوفارتيس" على سبيل المثال في برنامج "مجتمعات القلوب الصحية " في فيتنام، والذي يستخدم التكنولوجيا الرقمية لتحسين وتسريع السيطرة على ارتفاع ضغط الدم - والذي يعد السبب الرئيسي لأمراض القلب.
أخيرًا، يمكن أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في تقديم الرعاية الصحية للأشخاص في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص الخدمات، وبالتالي معالجة واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون الحد من انتشار الأمراض. يمكن أن يؤدي استخدام الهواتف المحمولة وتطبيق الواتساب والرسائل النصية إلى تحسين جودة الرعاية وتمكين ملايين الأشخاص من الوصول إليها. في هذا الصدد، أدخلت مؤسسة "نوفارتيس" و "باث" خدمات التطبيب عن بعد في غانا، والتي تربط سكان الريف بأخصائيي الرعاية الصحية المدربين، ولوحات المعلومات الرقمية التي تتيح رعاية أفضل وأسرع لمكافحة الملاريا.
يجب دمج البيانات والتكنولوجيا الرقمية بالكامل في النظم الصحية الوطنية، ويجب أن تصبح أساسية مثل أسرة المستشفيات. لم تكن الكثير من البرامج التجريبية للصحة الرقمية على مدار العقد الماضي منسقًة وركزت فقط على القضايا الفردية. وبالتالي فإن عمل الحكومات الوطنية أمر حاسم لضمان إتباع نهج متماسك.
لحسن الحظ، بدأت الجهود العالمية والمحلية تتحرك في هذا الاتجاه. في وقت سابق من هذا العام، على سبيل المثال، أنشأت جمهورية الكونغو الديمقراطية أول وكالة للصحة الرقمية، تتطلع إلى تحسين إدارة نظام الرعاية الصحية، وتوفير رعاية أفضل، وجعل الخدمات متاحة للجميع.
يمكننا حل الأزمة الصحية العالمية وتحقيق تغطية شاملة، وذلك فقط من خلال جعل الأدوات الرقمية مركزية للأنظمة الصحية في جميع البلدان. لا يمكن لأي منظمة تحقيق ذلك بمفردها: نحن بحاجة إلى القطاعات العامة والخاصة والاجتماعية للعمل معًا. في الواقع، يجب أن يكون الهدف هو نشر هذه التقنيات الجديدة على نطاق واسع. بذلك، لن نكون بحاجة إلى الإشارة إلى الصحة "الرقمية"، لأن هذا هو ما ستكون عليه جميع الأنظمة الصحية.