بروكسل ــ في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) الذي تستضيفه مدينة جلاسجو هذا العام، سيكون القدر الأعظم من الاهتمام منصبا على ما يمكن أن تقوم به الحكومات الوطنية لخفض الانبعاثات بشكل أسرع واحترام تعهد سابق بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل العمل المناخي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
هذه قضايا حاسمة. ولكن هناك مجموعة أخرى من القادة الذين تشكل أفعالهم ضرورة أساسية أيضا للتصدي لتغير المناخ، والذين يُـظـهِـرون معا ما يمكن تحقيقه من إنجاز: إنهم رؤساء البلديات على مستوى العالم. الواقع أن التعهد بتقديم المزيد من الدعم للمدن التي تسعى إلى التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره، وتكوين الشراكات معها، من الخطوات الأكثر أهمية التي تستطيع الحكومات الوطنية أن تتخذها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
رؤساء البلديات لديهم أيضا حوافز قوية للعمل. يتركز تلوث الهواء السام الناجم عن إحراق الوقود الأحفوري في المدن غالبا، والذي يتسبب في المرض والوفاة المبكرة؛ وتُـعَـد الحكومات المحلية غالبا خط الدفاع الأول ضد الكوارث الطبيعية. علاوة على ذلك، من الممكن أن تعمل تدخلات مثل بناء شبكات النقل العام، وإنشاء المزيد من المتنزهات والمساحات الخضراء، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني، والاستعاضة عن الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة، على إحداث فارق فوري وقابل للقياس في حياة سكان المدن.
أثبت رؤساء البلديات وقادة المدن أنهم راغبون في ــ وقادرون على ــ تولي زمام القيادة. تعمل مدينة ميلانو في إيطاليا الآن على تحويل أسطول النقل العام بالكامل إلى استخدام الطاقة الكهربائية. وتعكف مدينة بيتسبيرج في بنسلفانيا على إقرار خطة لاستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وتقترب مدينة أكرا في غانا من خفض الانبعاثات بنسبة تزيد عن 25% هذا العقد، على الرغم من نموها السكاني المستمر. وتعتزم مدينة ليما في بيرو زرع مليوني شجرة بحلول عام 2022. وتقدم مدينة سيئول في كوريا الجنوبية قروضا منخفضة الفائدة للمباني المنخفضة الاستهلاك للطاقة. كما استجابت مدينة كويزون في الفلبين للجائحة ببرنامج توظيف للطوارئ لتشغيل العمالة في حماية البيئة واستعادتها. وتعكف مدينة بوتراجايا في ماليزيا على التحول إلى الطاقة الشمسية كخيار أساسي لكل البنايات الرسمية.
لكن المدن لا تستطيع إنقاذ كوكب الأرض بمفردها. إنها تحتاج إلى الدعم الآن أكثر من أي وقت مضى. كان الدمار الاقتصادي الناجم عن الجائحة قاسيا في المدن بشكل خاص، حيث تسبب في تدمير ميزانيات البلديات. ويدرك قادة المدن أن مكافحة تغير المناخ تسير كتفا بكتف مع دفع عجلة التعافي الاقتصادي الأخضر، لأن ذات التدابير الكفيلة بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تساعد أيضا في حفز النمو، وتوليد الوظائف، وخلق الظروف التي تجتذب السكان الجدد والشركات الجديدة. وكلما زدنا من دعمنا للمدن، كلما تقدمنا بسرعة أكبر في التصدي لأزمة المناخ وجائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19).
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
منذ عام 2017 ونحن نعمل معا من خلال الميثاق العالمي لرؤساء البلديات من أجل المناخ والطاقة، وهو التحالف الذي يضم الآن أكثر من 11 ألف مدينة يتجاوز مجموع سكانها مليار شخص. بذلت كل من هذه المدن تعهدا جريئا بخفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ، كما أنها تتبادل الاستراتيجيات والحلول من خلال التحالف. في حين تُـفضي النزاعات حول من ينبغي له أن يفعل المزيد غالبا إلى عرقلة مفاوضات المناخ الدولية، فإن المدن تعمل معا بروح الهدف المشترك والمصير المشترك. وهي تتعاون لأنها تدرك فوائد العمل الجماعي.
من جانبه، يعمل الميثاق العالمي على تمكين المدن من الوصول إلى الموارد ــ بما في ذلك المساعدات الفنية لرصد الفرص وتصميم المشاريع المبتكرة، فضلا عن التمويل من مجموعة واسعة من الشركاء ــ للقيام بالمزيد وبشكل أسرع. كما يمنح التحالف المدن الفرصة للتحدث بصوت واحد، والدعوة إلى انتهاج سياسات قادرة على مساعدتها في رفع سقف طموحاتها والاستمرار في قيادة جهود التصدي لتغير المناخ.
تقديرا للعمل الذي تقوده المدن، فاز الميثاق العالمي بثاني جوائز جولبنكيان السنوية للإنسانية. وسوف تُـخَـصَّـص أموال الجائزة لتقديم الدعم المباشر لمساعدة المدن الأفريقية المعرضة للمخاطر بشكل حاد في الاستجابة لتغير المناخ بطرق تدعم أيضا تعافيها الاقتصادي من الجائحة. وسوف نتقاسم الدروس المستفادة من خلال الشبكة العالمية، لتشجيع المدن في مختلف أنحاء أفريقيا والعالم على اتخاذ خطوات مماثلة.
الواقع أن الحكومات الوطنية لديها أسباب قوية تحملها عل مساعدة مدنها في هذا الصدد. ذلك أن المدن تولد ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهي تعمل كمحركات للترقي الاقتصادي، والصناعة، والإبداع التكنولوجي. إن المدن القوية المزدهرة تصنع دولا قوية ومزدهرة ــ ويساعد العمل المناخي الذكي على مستوى البلديات كل سكان المدن على تأمين حياة أفضل وأكثر صحة.
مع بدء أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، تقدم المدن بشكل جماعي أفضل سبب للأمل في المعركة ضد تغير المناخ. وهي على استعداد لبذل المزيد من الجهد، كما يُـبـدي الميثاق العالمي، والمفوضية الأوروبية، ومنظمة بلومبرج للعمل الخيري، الرغبة في إعانتها على هذا. وسوف نستمر في حشد الدعم الشعبي والمشاركة الشعبية على نطاق واسع، وفتح سبل جديدة للتمويل، وتقديم الأدوات اللازمة لمساعدة المدن على تقديم حلول مناخية أكثر جرأة وطموحا.
لكن مدن الميثاق العالمي تطالب هي وسكانها المليار أيضا بالمزيد من الدعم من الحكومات الوطنية. عندما يتحدث مليار شخص بصوت واحد، يجب أن يُـنـصِـت القادة. ويمثل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المقبل الفرصة التي يجب أن يغتنمها قادة العالم لإثبات أنهم ينصتون حقا.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
Not only did Donald Trump win last week’s US presidential election decisively – winning some three million more votes than his opponent, Vice President Kamala Harris – but the Republican Party he now controls gained majorities in both houses on Congress. Given the far-reaching implications of this result – for both US democracy and global stability – understanding how it came about is essential.
By voting for Republican candidates, working-class voters effectively get to have their cake and eat it, expressing conservative moral preferences while relying on Democrats to fight for their basic economic security. The best strategy for Democrats now will be to permit voters to face the consequences of their choice.
urges the party to adopt a long-term strategy aimed at discrediting the MAGA ideology once and for all.
بروكسل ــ في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) الذي تستضيفه مدينة جلاسجو هذا العام، سيكون القدر الأعظم من الاهتمام منصبا على ما يمكن أن تقوم به الحكومات الوطنية لخفض الانبعاثات بشكل أسرع واحترام تعهد سابق بتقديم 100 مليار دولار سنويا لتمويل العمل المناخي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
هذه قضايا حاسمة. ولكن هناك مجموعة أخرى من القادة الذين تشكل أفعالهم ضرورة أساسية أيضا للتصدي لتغير المناخ، والذين يُـظـهِـرون معا ما يمكن تحقيقه من إنجاز: إنهم رؤساء البلديات على مستوى العالم. الواقع أن التعهد بتقديم المزيد من الدعم للمدن التي تسعى إلى التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره، وتكوين الشراكات معها، من الخطوات الأكثر أهمية التي تستطيع الحكومات الوطنية أن تتخذها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
باعتبارها موطنا لأغلبية متنامية من سكان العالم، فإن المدن مسؤولة عن نحو ثلاثة أرباع استخدامات الطاقة على مستوى العالَـم ونحو 70% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. ما يدعو إلى التفاؤل أن رؤساء البلديات يتمتعون بسلطة كبيرة تسمح لها بالتعامل مع أكبر مصادر هذه الانبعاثات، وخاصة استخدامات الطاقة في قطاعي النقل والبناء.
رؤساء البلديات لديهم أيضا حوافز قوية للعمل. يتركز تلوث الهواء السام الناجم عن إحراق الوقود الأحفوري في المدن غالبا، والذي يتسبب في المرض والوفاة المبكرة؛ وتُـعَـد الحكومات المحلية غالبا خط الدفاع الأول ضد الكوارث الطبيعية. علاوة على ذلك، من الممكن أن تعمل تدخلات مثل بناء شبكات النقل العام، وإنشاء المزيد من المتنزهات والمساحات الخضراء، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني، والاستعاضة عن الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة، على إحداث فارق فوري وقابل للقياس في حياة سكان المدن.
أثبت رؤساء البلديات وقادة المدن أنهم راغبون في ــ وقادرون على ــ تولي زمام القيادة. تعمل مدينة ميلانو في إيطاليا الآن على تحويل أسطول النقل العام بالكامل إلى استخدام الطاقة الكهربائية. وتعكف مدينة بيتسبيرج في بنسلفانيا على إقرار خطة لاستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وتقترب مدينة أكرا في غانا من خفض الانبعاثات بنسبة تزيد عن 25% هذا العقد، على الرغم من نموها السكاني المستمر. وتعتزم مدينة ليما في بيرو زرع مليوني شجرة بحلول عام 2022. وتقدم مدينة سيئول في كوريا الجنوبية قروضا منخفضة الفائدة للمباني المنخفضة الاستهلاك للطاقة. كما استجابت مدينة كويزون في الفلبين للجائحة ببرنامج توظيف للطوارئ لتشغيل العمالة في حماية البيئة واستعادتها. وتعكف مدينة بوتراجايا في ماليزيا على التحول إلى الطاقة الشمسية كخيار أساسي لكل البنايات الرسمية.
لكن المدن لا تستطيع إنقاذ كوكب الأرض بمفردها. إنها تحتاج إلى الدعم الآن أكثر من أي وقت مضى. كان الدمار الاقتصادي الناجم عن الجائحة قاسيا في المدن بشكل خاص، حيث تسبب في تدمير ميزانيات البلديات. ويدرك قادة المدن أن مكافحة تغير المناخ تسير كتفا بكتف مع دفع عجلة التعافي الاقتصادي الأخضر، لأن ذات التدابير الكفيلة بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تساعد أيضا في حفز النمو، وتوليد الوظائف، وخلق الظروف التي تجتذب السكان الجدد والشركات الجديدة. وكلما زدنا من دعمنا للمدن، كلما تقدمنا بسرعة أكبر في التصدي لأزمة المناخ وجائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19).
Introductory Offer: Save 30% on PS Digital
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
منذ عام 2017 ونحن نعمل معا من خلال الميثاق العالمي لرؤساء البلديات من أجل المناخ والطاقة، وهو التحالف الذي يضم الآن أكثر من 11 ألف مدينة يتجاوز مجموع سكانها مليار شخص. بذلت كل من هذه المدن تعهدا جريئا بخفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ، كما أنها تتبادل الاستراتيجيات والحلول من خلال التحالف. في حين تُـفضي النزاعات حول من ينبغي له أن يفعل المزيد غالبا إلى عرقلة مفاوضات المناخ الدولية، فإن المدن تعمل معا بروح الهدف المشترك والمصير المشترك. وهي تتعاون لأنها تدرك فوائد العمل الجماعي.
من جانبه، يعمل الميثاق العالمي على تمكين المدن من الوصول إلى الموارد ــ بما في ذلك المساعدات الفنية لرصد الفرص وتصميم المشاريع المبتكرة، فضلا عن التمويل من مجموعة واسعة من الشركاء ــ للقيام بالمزيد وبشكل أسرع. كما يمنح التحالف المدن الفرصة للتحدث بصوت واحد، والدعوة إلى انتهاج سياسات قادرة على مساعدتها في رفع سقف طموحاتها والاستمرار في قيادة جهود التصدي لتغير المناخ.
تقديرا للعمل الذي تقوده المدن، فاز الميثاق العالمي بثاني جوائز جولبنكيان السنوية للإنسانية. وسوف تُـخَـصَّـص أموال الجائزة لتقديم الدعم المباشر لمساعدة المدن الأفريقية المعرضة للمخاطر بشكل حاد في الاستجابة لتغير المناخ بطرق تدعم أيضا تعافيها الاقتصادي من الجائحة. وسوف نتقاسم الدروس المستفادة من خلال الشبكة العالمية، لتشجيع المدن في مختلف أنحاء أفريقيا والعالم على اتخاذ خطوات مماثلة.
الواقع أن الحكومات الوطنية لديها أسباب قوية تحملها عل مساعدة مدنها في هذا الصدد. ذلك أن المدن تولد ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهي تعمل كمحركات للترقي الاقتصادي، والصناعة، والإبداع التكنولوجي. إن المدن القوية المزدهرة تصنع دولا قوية ومزدهرة ــ ويساعد العمل المناخي الذكي على مستوى البلديات كل سكان المدن على تأمين حياة أفضل وأكثر صحة.
مع بدء أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، تقدم المدن بشكل جماعي أفضل سبب للأمل في المعركة ضد تغير المناخ. وهي على استعداد لبذل المزيد من الجهد، كما يُـبـدي الميثاق العالمي، والمفوضية الأوروبية، ومنظمة بلومبرج للعمل الخيري، الرغبة في إعانتها على هذا. وسوف نستمر في حشد الدعم الشعبي والمشاركة الشعبية على نطاق واسع، وفتح سبل جديدة للتمويل، وتقديم الأدوات اللازمة لمساعدة المدن على تقديم حلول مناخية أكثر جرأة وطموحا.
لكن مدن الميثاق العالمي تطالب هي وسكانها المليار أيضا بالمزيد من الدعم من الحكومات الوطنية. عندما يتحدث مليار شخص بصوت واحد، يجب أن يُـنـصِـت القادة. ويمثل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المقبل الفرصة التي يجب أن يغتنمها قادة العالم لإثبات أنهم ينصتون حقا.
ترجمة: إبراهيم محمد علي Translated by: Ibrahim M. Ali