نيويورك- لقد عشنا دائما على كوكب متغير ولكن العديد من تقلبات اليوم في الحالات المناخيه والبيئية تحدث بسرعة استثنائيه وهذا ناجم بشكل مباشر عن سلوكنا. ان ابطاء رتم التغيير هو مسار العمل المنطقي الوحيد لو أخذنا بعين الاعتبار النتائج الممكنه ولكننا في حاجة كذلك لفحص ردود فعلنا بشكل دقيق او المخاطرة بتكرار سلوكنا قصير النظر . ان المفاجأه هي ان البحث عن الحياه في اماكن اخرى من هذا العالم قد يعطينا منظور جديد مهم للغايه.
ان حضارتنا المتقدمه تقنيا-والتي تطفح بالادوات المتميزه وما يجلب الصداع كذلك- تدين بالكثير الى تاريخ غني يتعلق بالكون والكواكب . لو نظرنا على سبيل المثال للنفط والغاز والفحم لوجدنا ان هذه المواد تتألف من حزمة معقده من الكيمياء الكربونيه والتي تم انتاجها نظرا لأن علم الاحياء وعلم فيزياء الارض يعملان ضمن التناغم العميق للتغيرات والتطور والناشئه في اماكن بعيده جدا عن عصرنا.ان المعادن والعناصر النادرة في الارض والتي نستغلها من اجل بناء ادوات مبتكره والتي توسع من مداركنا هي ايضا جزء من هذا التناغم ولقد تمكنا من الوصول اليها فقط بفضل سلسلة من الظروف تمتد من الاصول الكوكبيه وعلم صفائح الارض وتأثيرات الكواكب الصغيره.
ان مسارنا كجنس بشري قد ارتبط بهذا النظام الاحيائي والفيزيائي والكيمائي الممتد من اربعة بلايين سنه والذي قام وبشكل معمق بتشكيل واعادة تشكيل البيئه الكوكبيه من البكتيريا وحتى مخططي المدن ومن الاكسجين في الجو الى معامل الورق وبالاضافة الى جيناتنا فإن كل منا يحمل جينات عشرات الترليونات من المسافرين الميكروبيين . ان هذه الكائنات الحيه الصغيره جدا هي موطن لشفرات تتعلق بالعمليات الايضيه والتي تمت المحافظة عليها عبر العصور وهي نفس العمليات المسؤوله عن تشكيل العالم مما يعني انها مخطط معقول لحياه ناجحه في مكان اخر وحتى وان اختلفت التفاصيل البيوكيمائيه.
ان عملنا اليومي يجعلنا نتجاهل هذه الخلفيه الوجوديه. ان الصراع من اجل تشكيل مستقبلنا ومن اجل درء الكوارث الانسانيه المتعلقة بالحرب والامراض والمجاعه لا يترك لنا متسع من الوقت حتى نفكر بشكل فلسفي فيما يتعلق بمكاننا في هذا الجزء الصغير جدا من الغبار الكوني ولكن العديد من العلماء بما فيهم اننا شخصيا لديهم شعور بان الكون على وشك الوصول الينا من اجل ان يعطينا صفعة مجازيه على الوجه.
لقد سعى العلم الحديث متمثلا بعلم بيولوجيا الفضاء خلال العقود القليلة الماضيه ان يحدد ما اذا كانت هناك حياه وموت وتطور في اماكن اخرى من الكون علما انه طالما كان هذا الموضوع موضع تساؤل عند البشر ولكن كنا نفتقد الى الادله – البيانات الخامه -.
لقد اكتشف علماء الفلك مجموعة واسعة من الكواكب والتي تدور حول نجوم اخرى . ان الارقام تقول بإن 15-20% من النجوم المشابهه للشمس تحتوي على عوالم تشبه الارض في حجمها وتدور حول كيانات نجميه اكبر وعلى مسافات بعيده توحي بإن اسطح تلك الكواكب يمكن ان تكون معتدلا. نحن لم نجد اقرب عالم لنا بعد ولكن من الناحيه الاحصائيه يجب ان يكون على مسافة 15 سنه ضوئيه منا اي انه قريب جدا حسب المصطلحات الكونيه . ان هناك فرصة كبيرة اننا سوف نجد هذا العالم مع اخوانه خلال عقد من الزمان ومن ثم البحث عن وجود علامات لمحيط حيوي غريب في مكونات الغلاف الجوي او المناخ لتلك العوالم .
At a time when democracy is under threat, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided. Subscribe now and save $50 on a new subscription.
Subscribe Now
اما في الانظمة الشمسيه فلقد اكتشف المسبار كيوروستي التابع لناسا ما يمكن ان يكون كربون حيوي في طين احفوري لقاع بحيره قديمه على سطح المريخ. لقد شوهد يوروبا وهو القمر المتجمد لكوكب المشتري وهو يقذف المياه في الفضاء من محيط مخفي يمكن ان يحمل ضعف كميه المياه الموجوده في جميع محيطات الارض. ان محاسن الصدف تزودنا بحرية الوصول لعالم واسع جدا يمكن ان تكون فيه حياه . يجب علينا فقط ان نذهب ونتشم الرذاذ المالح.
حتى عدم العثور على شيء في تلك الاماكن هو شيء مهم لأن تلك البيانات الجديده لديها قوه توقعيه مما يحصر مجال الكواكب او الاقمار التي يمكن ان يكون فيها حياه. ان الطبيعه لديها البيانات التجريبيه المهمة والتي نحتاجها حتى نضع الارض اخيرا ضمن سياق ما اي ضمن مجموعة من العوالم والتي ظهرت من العصور الجليديه وهي عوالم انحدرت الى جحيم غاز الدفيئه وعوالم جديده وعوالم قديمه وعوالم قاحله واخرى يمكن ان يكون فيها حياه وهذا يعني انه سوف يكون لدينا بيانات جديده من اجل توجيه القرارات المتعلقة بادارة الكواكب .
اي بعبارة اخرى فإن الانتشار الكوني يمكن ان يساعدنا في حل لغز الانظمة الكونيه المعقده والتاريخ الكوني الذي نحن جزء منه . ان هذه ليست تجربه طائشه . على العكس من ذلك فانها يمكن ان تكون المفتاح من اجل التغلب على جهلنا العلمي. ان بامكاننا ان نخمن العواقب العامه لظاهرة الاحتباس الحراري في العقدين القادمين ولكن التفاصيل سوف تبقى صبعة التوقع كما هو الحال بالنسبة للمستقبل البعيد. ان الشبكات البيولوجيه تتغير والموازين الكيمائيه تتغير والاجناس تنقرض والانظمة البيئيه تتفسخ وتنشأ انظمه جديده والسياق الكوني سوف يحتاج لفترة طويله قبل ان يتمكن من تنظيم ذلك .
بالنسبة للعديد من الناس فإن فكرة تخصيص الوقت والموارد لمثل هذه المحاولات التي تتعلق بعوالم اخرى هي فكرة يصعب تقبلها ولكن لو اردنا استدامة الجنس البشري للمستقبل البعيد فنحن بحاجه لاتخاذ قرارات كبيرة بشكل صحيح. لقد حان الوقت لأن نأخذ النظرة الطويله بشكل جدي لأننا جربنا النظرة القصيرة بدون تحقيق اي نجاح.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
In 2024, global geopolitics and national politics have undergone considerable upheaval, and the world economy has both significant weaknesses, including Europe and China, and notable bright spots, especially the US. In the coming year, the range of possible outcomes will broaden further.
offers his predictions for the new year while acknowledging that the range of possible outcomes is widening.
نيويورك- لقد عشنا دائما على كوكب متغير ولكن العديد من تقلبات اليوم في الحالات المناخيه والبيئية تحدث بسرعة استثنائيه وهذا ناجم بشكل مباشر عن سلوكنا. ان ابطاء رتم التغيير هو مسار العمل المنطقي الوحيد لو أخذنا بعين الاعتبار النتائج الممكنه ولكننا في حاجة كذلك لفحص ردود فعلنا بشكل دقيق او المخاطرة بتكرار سلوكنا قصير النظر . ان المفاجأه هي ان البحث عن الحياه في اماكن اخرى من هذا العالم قد يعطينا منظور جديد مهم للغايه.
ان حضارتنا المتقدمه تقنيا-والتي تطفح بالادوات المتميزه وما يجلب الصداع كذلك- تدين بالكثير الى تاريخ غني يتعلق بالكون والكواكب . لو نظرنا على سبيل المثال للنفط والغاز والفحم لوجدنا ان هذه المواد تتألف من حزمة معقده من الكيمياء الكربونيه والتي تم انتاجها نظرا لأن علم الاحياء وعلم فيزياء الارض يعملان ضمن التناغم العميق للتغيرات والتطور والناشئه في اماكن بعيده جدا عن عصرنا.ان المعادن والعناصر النادرة في الارض والتي نستغلها من اجل بناء ادوات مبتكره والتي توسع من مداركنا هي ايضا جزء من هذا التناغم ولقد تمكنا من الوصول اليها فقط بفضل سلسلة من الظروف تمتد من الاصول الكوكبيه وعلم صفائح الارض وتأثيرات الكواكب الصغيره.
ان مسارنا كجنس بشري قد ارتبط بهذا النظام الاحيائي والفيزيائي والكيمائي الممتد من اربعة بلايين سنه والذي قام وبشكل معمق بتشكيل واعادة تشكيل البيئه الكوكبيه من البكتيريا وحتى مخططي المدن ومن الاكسجين في الجو الى معامل الورق وبالاضافة الى جيناتنا فإن كل منا يحمل جينات عشرات الترليونات من المسافرين الميكروبيين . ان هذه الكائنات الحيه الصغيره جدا هي موطن لشفرات تتعلق بالعمليات الايضيه والتي تمت المحافظة عليها عبر العصور وهي نفس العمليات المسؤوله عن تشكيل العالم مما يعني انها مخطط معقول لحياه ناجحه في مكان اخر وحتى وان اختلفت التفاصيل البيوكيمائيه.
ان عملنا اليومي يجعلنا نتجاهل هذه الخلفيه الوجوديه. ان الصراع من اجل تشكيل مستقبلنا ومن اجل درء الكوارث الانسانيه المتعلقة بالحرب والامراض والمجاعه لا يترك لنا متسع من الوقت حتى نفكر بشكل فلسفي فيما يتعلق بمكاننا في هذا الجزء الصغير جدا من الغبار الكوني ولكن العديد من العلماء بما فيهم اننا شخصيا لديهم شعور بان الكون على وشك الوصول الينا من اجل ان يعطينا صفعة مجازيه على الوجه.
لقد سعى العلم الحديث متمثلا بعلم بيولوجيا الفضاء خلال العقود القليلة الماضيه ان يحدد ما اذا كانت هناك حياه وموت وتطور في اماكن اخرى من الكون علما انه طالما كان هذا الموضوع موضع تساؤل عند البشر ولكن كنا نفتقد الى الادله – البيانات الخامه -.
لقد اكتشف علماء الفلك مجموعة واسعة من الكواكب والتي تدور حول نجوم اخرى . ان الارقام تقول بإن 15-20% من النجوم المشابهه للشمس تحتوي على عوالم تشبه الارض في حجمها وتدور حول كيانات نجميه اكبر وعلى مسافات بعيده توحي بإن اسطح تلك الكواكب يمكن ان تكون معتدلا. نحن لم نجد اقرب عالم لنا بعد ولكن من الناحيه الاحصائيه يجب ان يكون على مسافة 15 سنه ضوئيه منا اي انه قريب جدا حسب المصطلحات الكونيه . ان هناك فرصة كبيرة اننا سوف نجد هذا العالم مع اخوانه خلال عقد من الزمان ومن ثم البحث عن وجود علامات لمحيط حيوي غريب في مكونات الغلاف الجوي او المناخ لتلك العوالم .
HOLIDAY SALE: PS for less than $0.7 per week
At a time when democracy is under threat, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided. Subscribe now and save $50 on a new subscription.
Subscribe Now
اما في الانظمة الشمسيه فلقد اكتشف المسبار كيوروستي التابع لناسا ما يمكن ان يكون كربون حيوي في طين احفوري لقاع بحيره قديمه على سطح المريخ. لقد شوهد يوروبا وهو القمر المتجمد لكوكب المشتري وهو يقذف المياه في الفضاء من محيط مخفي يمكن ان يحمل ضعف كميه المياه الموجوده في جميع محيطات الارض. ان محاسن الصدف تزودنا بحرية الوصول لعالم واسع جدا يمكن ان تكون فيه حياه . يجب علينا فقط ان نذهب ونتشم الرذاذ المالح.
حتى عدم العثور على شيء في تلك الاماكن هو شيء مهم لأن تلك البيانات الجديده لديها قوه توقعيه مما يحصر مجال الكواكب او الاقمار التي يمكن ان يكون فيها حياه. ان الطبيعه لديها البيانات التجريبيه المهمة والتي نحتاجها حتى نضع الارض اخيرا ضمن سياق ما اي ضمن مجموعة من العوالم والتي ظهرت من العصور الجليديه وهي عوالم انحدرت الى جحيم غاز الدفيئه وعوالم جديده وعوالم قديمه وعوالم قاحله واخرى يمكن ان يكون فيها حياه وهذا يعني انه سوف يكون لدينا بيانات جديده من اجل توجيه القرارات المتعلقة بادارة الكواكب .
اي بعبارة اخرى فإن الانتشار الكوني يمكن ان يساعدنا في حل لغز الانظمة الكونيه المعقده والتاريخ الكوني الذي نحن جزء منه . ان هذه ليست تجربه طائشه . على العكس من ذلك فانها يمكن ان تكون المفتاح من اجل التغلب على جهلنا العلمي. ان بامكاننا ان نخمن العواقب العامه لظاهرة الاحتباس الحراري في العقدين القادمين ولكن التفاصيل سوف تبقى صبعة التوقع كما هو الحال بالنسبة للمستقبل البعيد. ان الشبكات البيولوجيه تتغير والموازين الكيمائيه تتغير والاجناس تنقرض والانظمة البيئيه تتفسخ وتنشأ انظمه جديده والسياق الكوني سوف يحتاج لفترة طويله قبل ان يتمكن من تنظيم ذلك .
بالنسبة للعديد من الناس فإن فكرة تخصيص الوقت والموارد لمثل هذه المحاولات التي تتعلق بعوالم اخرى هي فكرة يصعب تقبلها ولكن لو اردنا استدامة الجنس البشري للمستقبل البعيد فنحن بحاجه لاتخاذ قرارات كبيرة بشكل صحيح. لقد حان الوقت لأن نأخذ النظرة الطويله بشكل جدي لأننا جربنا النظرة القصيرة بدون تحقيق اي نجاح.