verhofstadt40_PAULFAITHAFPGettyImages_borisjohnsonspeakingarms Paul Faith/AFP/Getty Images

كذبة بوريس الكبرى

بروكسل- ما تزال المملكة المتحدة بعد مرور ثلاثة اعوام على اعلان نتيجة الاستفتاء على خروجها من الإتحاد الأوروبي لا تدرك كيفية الخروج من الاتحاد الأوروبي وما الذي سيحدث لاحقا لذلك علما انه تجري حاليا انتخابات على زعامة حزب المحافظين وذلك من اجل استبدال رئيسة الوزراء المنصرفة تيريزا ماي وبالنسبة للمتابعين للمشهد من بعيد فإن الجدل القائم بين المترشحين يؤكد انهم لم يتعلموا شيئا البتة من مفاوضات العامين الماضيين مع الإتحاد الأوروبي.

للإسف ، ان هذا ليس مفاجئا وذلك نظرا لإن المرشح المتصدر هو بوريس جونسون والذي كان أبرز شخص وراء حملة الدعوة للخروج من الاتحاد الاوروبي وهو رجل يستمر في تضليل العامة عن الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي بريكست وتقديم معلومات مخادعة ومبالغ بها عن ذلك الخروج. لقد خدع جونسون وزملاءه من أنصار بريكست اغلبية بسيطة من الناخبين البريطانيين عندما اقنعهم ان الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي بطريقة أو بأخرى الى تقديم مبلغ اضافي لخدمة الصحة العامة البريطانية يصل الى 350 مليون جنيه استرليني (445 مليون دولار امريكي ) كل اسبوع. لقد اثار بوريس جونسون المخاوف من ان عضوية بريطانيا بالإتحاد الأوروبي ستؤدي بطريقة ما الى هجرة جماعية من تركيا ( والتي هي في واقع الأمر موطن جد بوريس جونسون من ناحية الأب علي كمال ).

على الرغم من احتمالية ان يجد جونسون نفسه في وضع يتوجب عليه ان ينفذ وعوده ، فإنه يستمر في نشر الاخبار الزائفة واهمها خرافة أن بإمكان بريطانيا ان تمزق اتفاقية الخروج والتي تفاوضت بشأنها تيريزا ماي مع الاتحاد الاوروبي والإمتناع عن التقيد بالتزاماتها المالية للاتحاد الاوروبي وبشكل متزامن البدء بالتفاوض بشأن صفقات تجارة حرة. لكن بالنسبة لإنصار جونسون هو نبي اكثر منه سياسي وفقط هو يستطيع ان ينفذ "بريكست حقيقي" اسطوري  يستطيع ان يقدم للناس الرفاهية التي تم تقديم وعود بتحقيقها خلال حملة الإستفتاء.

https://prosyn.org/FnbPftOar