ginsburg2_Jeff SwensenGetty Images_ron desantis Jeff Swensen/Getty Images

حرب ثلاثية الجبهات ضد الحرية الأكاديمية

شيكاغو ــ كان أسبوعا عصيبا مَـرَّ على الحرية الأكاديمية في الولايات المتحدة. فقد عمل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس على شغل مقاعد مجلس إدارة كلية الفنون الحرة بحلفاء عازمين على تحويلها إلى معقل إيديولوجي محافظ. كما حُـرِمَ رئيس منظمة حقوق الإنسان "هيومن رايتس واتش" (Human Rights Watch) السابق كينيث روث من زمالة كلية كينيدي في جامعة هارفارد، بزعم أن هيومن رايتس واتش انتقدت سجل إسرائيل في مجال حقوق الإنسان. وتعرضت جامعة هاملين في مينيسوتا لانتقادات شديدة بعد طرد أستاذة مساعدة لأنها عَـرَضَت صورة عمرها قرون للنبي محمد في أحد فصول تاريخ الفن.

لتعزيز مهمتها الأساسية المتمثلة في توليد المعرفة ونقلها، تعتمد مؤسسات التعليم العالي على الأموال المستمدة من ثلاثة مصادر رئيسية. الدولة، والسوق، وطلابها وخريجيها. المفتاح هو الحفاظ على التوازن بين المصادر الثلاثة؛ فالإفراط في الاعتماد على أي منها يشكل تهديدا واضحا للبحث الأكاديمي.

لنبدأ بالدولة، وتاريخها الطويل في تقييد الحرية الأكاديمية. أثناء الذعر الأحمر في الولايات المتحدة في أعقاب حربين عالميتين، كان أعضاء هيئة التدريس يُـطـرَدون من المؤسسات لمجرد معتقداتهم الإيديولوجية. ورغم أن استهداف أعضاء هيئة التدريس صراحة أصبح نادرا اليوم، فإن الاعتماد المستمر على التمويل الحكومي يعني أن الجامعات ــ وخاصة المؤسسات العامة ــ تظل عُـرضة للمحاولات التي يبذلها الساسة للتأثير على الميزانيات، والمناهج، وقرارات الموظفين، وغير ذلك الكثير.

https://prosyn.org/OQkb1kHar