velasco127_Tomas CuestaGetty Images_argentinafinance Tomas Cuesta/Getty Images

الأرجنتين ومهزلتها المأساوية التي لا تنتهي

سانتياجو ــ كتب كارل ماركس أن كل "الحقائق التاريخية العالمية" الكبرى تحدث مرتين: "المرة الأولى كمأساة، والثانية كمهزلة". ولكن ماذا لو تكررت المرة تلو الأخرى، كل بضع سنوات، ومن عقد إلى آخر؟ هل يُـعَـد هذا مأساويا أو هزليا؟ ألم تعد مثل هذه الحقائق "تاريخية عالمية"؟ أو هل توقف العالم عن الاهتمام ببساطة؟

تتبادر إلى الذهن هذه الخواطر بينما تتوالى فصول أزمة مالية أرجنتينية أخرى. تنضح الأجواء بنفحة من المهزلة: حيث يتصادم رئيس يُـدعى فرنانديز مع نائبة رئيس تُـدعى أيضا فرنانديز (لا توجد علاقة قرابة بينهما)، مما يتسبب في دفع وزير الاقتصاد إلى الاستقالة. ثم تُـعـلِـن الوزيرة الجديدة أنها تعتزم خفض العجز المالي، حتى برغم أن نائبة الرئيس كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، وهي التي تتخذ القرارات في حقيقة الأمر، أوضحت أنها تريد عجزا أكبر. يتملك الجنون من الأسواق، وينهار البيزو، مما يُـسـفِـر عن فجوة بنسبة 150% بين سعر الصرف في السوق السوداء ــ المعروفة محليا على سبيل التجميل بمسمى "السعر الأزرق" ــ والسعر الرسمي.

وصلت الأرجنتين إلى هذه النقطة بذات الطريقة التي قادتها إلى المشاكل الاقتصادية مرات عديدة في القرن الماضي. أولا، يَـعِـد الساسة بزيادة الإنفاق لكنهم غير مستعدين لزيادة الضرائب لتغطية تكاليف هذه الزيادة. ثم تقترض الحكومة إلى أن تكف الأسواق عن الإقراض. ثم يطبع البنك المركزي البيزو لتمويل العجز الأولي وأقساط خدمة الدين إلى أن يرفض المواطنون الاحتفاظ بالمبالغ الإضافية من البيزو. ويترتب على ذلك تهافت على التخلص من العملة.

https://prosyn.org/mOGZTpIar