khrushcheva121_Mario TamaGetty Images_trumpclapping Mario Tama/Getty Images

الرفيق ترمب

نيويورك ــ في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلا: "في غضون ثلاث سنوات فقط، حَـطَّمنا عقلية الاضمحلال الأميركي ورفضنا تحجيم مصير أميركا". هذا التصريح الذي لا يقوم على أي أساس ــ فهو دعاية أكثر من كونه واقعا ــ يذكرني بإعلان جوزيف ستالين في عام 1935 حيث قال: "لقد تحسنت الحياة أيها الرفاق؛ الحياة أصبحت أكثر إبهاجا".

عندما رَوَّج ستالين لما أسماه "التحسن الجذري في رفاهة العمال المادية" الذي جلبه النظام السوفييتي، كانت إحصاءات الإنتاج متراجعة؛ وكانت المجاعة تدمر السكان، وخاصة في أوكرانيا؛ وكانت حملة التطهير العظمى ــ حملة القمع السياسي الوحشية ــ تلوح في الأفق بالفعل. على نحو مماثل، بينما يشيد ترمب بإدارته لأنها تعمل على استعادة عظمة أميركا كما يَـفتَرِض هو، يسعى حلفاء الولايات المتحدة وأصدقاؤها جاهدين لتقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة، التي أصبحت تشكل تهديدا للاستقرار العالمي وتحولت إلى مادة للسخرية على المستوى الدولي.

بالمثل، كانت تصريحات ترمب حول الاقتصاد مضللة. صحيح أن نمو الناتج المحلي الإجمالي يظل قويا نسبيا، وأن أسعار الأسهم سجلت ارتفاعات غير مسبوقة. ولكن كما أشار جريتشن ويتمر حاكم ولاية ميتشيجن بعد خطاب حالة الاتحاد، فإن "الملايين من الناس يكافحون من أجل البقاء، أو لا يتبقى لديهم ما يكفي من المال في نهاية الشهر بعد دفع تكاليف الانتقال، أو سداد القروض الطلابية، أو تغطية تكاليف الأدوية الموصوفة". الواقع أن "طفرة العمال العاديين" أهملت حصة كبيرة من العمال العاديين.

https://prosyn.org/3eMO3UOar