barroso9_Camilo ErassoLong Visual PressUniversal Images Group via Getty Images_covax vaccines Camilo Erasso/Long Visual Press/Universal Images Group via Getty Images

لا تهاون في التعامل مع فيروس كورونا

جنيف - بيَن التاريخ أن بعض أخطر فترات الأوبئة تأتي عندما تعود الحياة إلى طبيعتها في وقت مبكر جدًا. قبل قرن من الزمان، أدت "عودة الأمور إلى طبيعتها" في وقت سابق لأوانه الموجة الثانية من الأنفلونزا الإسبانية إلى إزهاق أرواح أكثر بكثير من الوفيات الناجمة عن اندلاع الموجة الأولى، وذلك إثر ظهور سلالة أكثر فتكًا. واليوم، تعمل العديد من دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين على تخفيف القيود المفروضة للحماية ضد فيروس كوفيد 19 وتحويل تركيزها بعيدًا عن الاستجابة للجائحة ونحو الوقاية من الجائحة والتأهب لها (أو إلى قضايا أخرى مختلفة تمامًا). وإلى أن تتمكن كل دولة من تحقيق هدف التطعيم الوطني الخاص بها، فلن يكون بوسعنا معرفة ما إذا كنا قد خرجنا بالفعل من هذه الأزمة.

ومع عدم تلقي 2.8 مليار شخص التلقيح، لا يزال الفيروس التاجي يتمتع بفرصة كبيرة للانتشار والتحول، مما قد يؤدي إلى ظهور متغيرات وطفرات جديدة أكثر خطورة. وحتى في مواجهة الأزمات الملحة الأخرى مثل الحرب في أوكرانيا، يجب أن تظل مكافحة فيروس كوفيد 19 أولوية عالمية قصوى. يتمثل السبيل الوحيد للقضاء على حالة عدم اليقين وتجاوز هذه الجائحة في قيام قادة العالم بإنهاء المهمة التي بدأوها، وذلك عن طريق مساعدة العشرات من البلدان ذات الدخل المنخفض التي لا تزال تكافح لتحقيق تغطية كافية من اللقاحات.

تحتاج هذه البلدان إلى المساعدة في توسيع نطاق أنظمتها لتوصيل اللقاحات وتحويل الجرعات إلى لقاحات فعلية. الآن بعد أن حققت البلدان ذات الدخل المرتفع معدلات تغطية عالية، فقد تراجعت حدة التخزين والعقبات التي أعاقت العرض العالمي في السابق. في الواقع، يفوق العرض العالمي للقاحات الطلب العالمي لأول مرة. هذه أخبار جيدة لجهود التطعيم العالمية، وخاصة بالنسبة للبلدان منخفضة الدخل حيث تلقى أقل من 15٪ من الناس جرعتهم الأولى. لكنها تؤكد أيضًا على التحدي المتمثل في إيصال الجرعات إلى الناس الذين يعيشون في بيئات يصعب الوصول إليها وتفتقر إلى الموارد.

https://prosyn.org/bLlWTgxar