Tubiana13_Getty Images Getty Images

أوروبا وعدم الانحياز الجديد

باريس ــ تكشف الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا عن ديناميكية جديدة تقوم على عدم الانحياز في النظام الدولي. الآن، يجد قادة الغرب أنفسهم أشد عُـزلة على المسرح العالمي من كل توقعاتهم. عندما جرى التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدانة العدوان الروسي، امتنعت الصين ودول الأخرى عديدة عن التصويت أو اعترضت عليه. وكانت مواقف ديمقراطيات كبرى مثل البرازيل وإندونيسيا والهند والسنغال وجنوب أفريقيا من الحرب متحفظة وغير قاطعة. باستضافة وإرسال وفود رفيعة المستوى، تتنافس روسيا مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على فرض النفوذ في تكتلات إقليمية مختلفة، وتتودد بشدة إلى أعضاء الاتحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرق آسيا.

تُـرى لماذا تتحفظ كل هذه الدول في الانحياز إلى طرف دون غيره، حتى بعد معاينة الآلام غير القابلة للوصف التي أنزلتها روسيا بالسكان المدنيين في أوكرانيا؟

يرجع جزء من السبب وراء هذا إلى الإدراك الواسع النطاق للمعايير الأوروبية المزدوجة (أوكرانيا ليست منطقة الصراع الوحيدة في العالم) والدبلوماسية الأوروبية غير المتوازنة في التعامل مع قضايا مثل لقاحات مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، والإعفاء من الديون، والهجرة، وتمويل العمل المناخي. علاوة على ذلك، يخشى كثيرون إقصاء روسيا، نظرا للقدر الهائل من النفوذ الذي تتمتع به في ما يتصل بأسعار الطاقة والسلع الأساسية.

https://prosyn.org/gnoSVlRar