Sarr1_Getty Images Getty Images

نحن لم نُـشـعِـل النار

داكار ــ مع موجات الحر غير المسبوقة التي تجتاح كوكب الأرض هذا العام، من الأهمية بمكان أن نتذكر أن الدول الست والأربعين الأقل نموا في العالم لم تسهم بأي شيء تقريبا في هذه المشكلة. ورغم أن بلداننا هذه في مجموعها موطن لأكثر من مليار إنسان، فإننا لم نكن مسؤولين إلا عن 1.1% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2019.

مع ذلك، نحن من يتحمل وطأة العبء الأكبر الذي تخلفه التأثيرات المترتبة على تغير المناخ، بسبب جغرافية بلادنا وافتقارنا إلى الموارد الكافية للتكيف وإعادة البناء. عندما تجتمع الحكومات في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام، يتعين عليها أن تُـظـهِـر قدرا أكبر من الطموح في الاستجابة لاحتياجات أولئك الأكثر تضررا والأقل مسؤولية عن كارثة المناخ التي تتوالى فصولها.

ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بنحو 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وتعاني شعوبنا بالفعل من "خسائر وأضرار" شديدة، وهو المصطلح الذي يشير إلى "تأثيرات المناخ التي تتجاوز قدرة البلدان والمجتمعات والأنظمة البيئية على التكيف. الأسوأ من كل هذا أن حجم هذه التكاليف سيزداد مع استمرار ارتفاع حرارة الكوكب ــ وهي النتيجة التي تضمنها حقيقة مفادها أن الانبعاثات الغازية المسببة للانحباس الحراري الكوكبي لا تزال في ازدياد.

https://prosyn.org/fF97F77ar