tyson96_Scott StrazzanteThe San Francisco Chronicle via Getty Images_shoppers california Scott Strazzante/The San Francisco Chronicle via Getty Images

رأسمالية يمكننا أن نؤمن بها

بيركلي ــ حتى قبل أن تضعضع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة، تآكلت الثقة في الرأسمالية في مختلف أنحاء العالم، وخاصة بين الشباب. في عام 2019، عندما كانت البطالة منخفضة والأجور في ارتفاع، أعرب 56% من المستجيبين لاستطلاع عالمي أجراه مقياس إدلمان للثقة رغم هذا عن اعتقادهم بأن "الرأسمالية على حالها اليوم تضر أكثر مما تنفع". وفي الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، أعطى 51% فقط من البالغين الشباب، في استطلاع أجرته مؤسسة جالوب ذلك العام، الرأسمالية تقييما "إيجابيا"، في حين وافق 49% على الاشتراكية.

يرجع انعدام الثقة المتنامي في الرأسمالية إلى فشلها في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، وخاصة تغير المناخ والتفاوت في الفرص والدخل والثروة. ورغم أن الحوافز الخاصة في ظل الرأسمالية مفيدة في تحفيز الكفاءة والنمو والإبداع، فإنها تعمل أيضا على توليد التوزيع غير المتكافئ للدخل والثروة (حتى في سياق المنافسة الشديدة)، كما تتعارض غالبا مع المعايير الاجتماعية للعدالة. علاوة على ذلك، تميل الأنظمة الرأسمالية إلى عدم الاستثمار بالقدر الكافي في المنافع العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والتأمين الاجتماعي ــ وجميعها عوامل بالغة الأهمية في الاستجابة للجائحة ــ في حين تُـسـقِـط من اعتبارها أيضا العوامل الخارجية السلبية مثل الانبعاثات الغازية المسببة للانحباس الحراري الكوكبي.

الواقع أن أوجه القصور هذه التي تعيب الرأسمالية يمكن التنبؤ بها، ولكن يمكن علاجها من خلال السياسات والمؤسسات العامة. فمن الممكن أن تساعد السياسات الضريبية والتحويلات والحد الأدنى للأجور في التقليل من أوجه التفاوت في الدخل والثروة، تماما كما قد يعمل الاستثمار العام في التعليم والتدريب والرعاية الصحية على تعزيز الفرص من خلال توفير القدرة على الوصول إلى الوظائف الجيدة وتعزيز إنشاء مؤسسات جديدة. على نحو مماثل، من الممكن أن يساعد تحديد سعر لثاني أكسيد الكربون والضوابط التنظيمية التي تحد من أو تحظر الانبعاثات الكربونية العالم على تجنب التهديد الوجودي المتمثل في تغير المناخ.

https://prosyn.org/leM6iaSar