pisaniferry137_MICHAL CIZEKAFP via Getty Images_sberbank Michal Cizek/AFP via Getty Images

هل تفوز روسيا أو الغرب في الحرب الاقتصادية والمالية؟

باريس ــ قبل ستة أشهر، واجه الغرب معضلة: فهو لم يكن بوسعه أن يسمح بنجاح العدوان الروسي ضد أوكرانيا، ولم يكن قادرا على إرسال قوات لمحاربة جيش الرئيس الروس فلاديمير بوتن الغازي. وعلى هذا فقد اختار توفير السلاح لدعم المقاومة الأوكرانية، وشن حربه الاقتصادية والمالية ضد روسيا على أمل إضعافها بشكل كبير. في غضون أيام، نشرت القوى الغربية مجموعة غير مسبوقة من العقوبات؛ وكان من المتوقع أن يُـرغِـم تأثير "الصدمة والرعب" الكرملين على دفع الثمن غاليا وربما إجباره على الخضوع.

كما وثقت مجلة الإيكونيميست، تتألف العقوبات من ثلاثة عناصر. أولا، تدابير على المستوى الرفيع لكنها متواضعة مثل حظر السفر ومصادرة يخوت وفيلات الـقِـلة الحاكمة الروسية. ثانيا، فرض عقوبات مالية غير عادية، وخاصة تجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي واستبعاد بنوك تجارية روسية مختارة من نظام الرسائل بين البنوك SWIFT. ثالثا، فرض حظر شامل على صادرات التكنولوجيا إلى روسيا، والذي اقترن بالضغط على الشركات الغربية المتعددة الجنسيات لحملها على الانسحاب من السوق الروسية.

كانت العقوبات الجديدة حقا هي الغرامات المالية. منذ الحرب العالمية الثانية، لم تُـطَـبَّـق مثل هذه التدابير إلا نادرا وعلى قوى مالية غير مهمة مثل إيران وفنزويلا. لم تستفز أي من مواجهات الغرب مع الاتحاد السوفييتي مثل هذه الاستجابة. وكان أكثر من عام كامل مَـرّ على غزو ألمانيا النازية قسم كبير من أوروبا في عام 1940، قبل تجميد الأصول الألمانية في الولايات المتحدة. لكن عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط، استجاب الغرب في غضون أيام.

https://prosyn.org/Ph5B5Lmar