haass123_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_MBS Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

إعادة ضبط واقعية للعلاقات الأميركية السعودية

نيويورك ــ يؤكد التقرير الذي أصدرته الاستخبارات الأميركية يوم الجمعة بشأن جريمة قتل الصحافي السعودي الذي كان مقيما بشكل دائم في الولايات المتحدة، جمال خاشقجي، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018 في القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا، على ما نعرفه بالفعل في الأغلب. حصلت عملية اعتقال أو قتل خاشقجي على موافقة محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وهو بالفعل أقوى شخص في المملكة من نواح كثيرة. كان من المعروف على نطاق واسع أن محمد بن سلمان يريد موت خاشقجي، للتخلص من منتقد مزعج وترهيب غيره من المنتقدين المحتملين لحكمه.

من غير المحتمل أن نعثر على دليل دامغ، لكن بصمات محمد بن سلمان واضحة في مقتل خاشقجي. فالأدلة الفوتوغرافية وتلك المستقاة من أجهزة الاتصال وفيرة بما يؤكد أن الجريمة نفذها أشخاص مقربون من ولي العهد. ليس هذا وحسب، بل هناك أيضا حقيقة بسيطة مفادها أن لا شيء ينطوي على أهمية سياسية كبيرة يحدث في المملكة العربية السعودية دون إذن محمد بن سلمان.

في ذلك الوقت أشاحت إدارة الرئيس دونالد ترمب بوجها في الاتجاه الآخر، كما كانت تفعل عادة عندما تُـرتَـكَـب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. علاوة على ذلك، كان ترمب راغبا في تجنب أي قطيعة مع محمد بن سلمان، الذي كانت سياساته المعادية لإيران محل تقدير والذي اعتبره شديد الأهمية في حكومته الراغبة في شراء الأسلحة من شركات أميركية.

https://prosyn.org/BPTGLKuar