haass130_MANDY CHENGAFP via Getty Images_taiwan MANDY CHENGAFP via Getty Images

مثلث تايوان

نيويورك ــ تَـعِـد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بأن تكون شديدة الأثر في تحديد معالم الحقبة التي نعيشها. وربما يتلخص العامل الأكبر في تحديد هذه العلاقة في قدرة البلدين على الاستمرار في تجنب الصراع المسلح حول تايوان أو فشلهما في ذلك. لكن في ظل المؤشرات التي تؤكد تنامي احتمالات الصراع، يصبح السؤال الذي يواجه الولايات المتحدة وشركاءها هو كيف يمكن تجب هذه النتيجة دون التضحية بمصالح أساسية.

يُـعَـد التأطير النظري أمرا بالغ الأهمية في السياسة الخارجية. وما نحن بصدده الآن ليس استثناء. فهناك مشكلات وهناك حلول. المشكلات قابلة للحل من حيث المبدأ. وفي أفضل الأحوال يمكن التعامل ببراعة مع المواقف. تمثل تايوان أحد هذه المواقف. ومحاولات التعامل معها على أنها مشكلة قابلة للحل لن يكون مصيرها الفشل فحسب، بل ومن المرجح أن تُـفضي إلى صراع من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة وتايوان والصين، ودول أخرى في المنطقة والعالم، في حال أسوأ كثيرا. والسبب أن أي نتيجة محتملة لن تكون مقبولة لدى الجميع بغير استثناء.

النبأ السار هنا هو أن الإطار الدبلوماسي الذي وضعته الولايات المتحدة والصين قبل أربعين عاما، والذي اتفق بموجبه الجانبان بشكل أساسي على الاختلاف في الرأي بشأن تايوان، سمح لهما بتجنب الصراع وبناء علاقة مثمرة ساعدت في إنهاء الحرب الباردة سلميا وبشروط غربية. واصلت الولايات المتحدة والصين تطوير علاقة اقتصادية عميقة. ومن جانبها، أصبحت تايوان واحدة من نمور آسيا وتطورت من نظام دكتاتوري يحكمه حزب واحد إلى نظام ديمقراطي قوي.

https://prosyn.org/P6uembWar