spence160_wenjin chenGetty Images_USChinawar wenjin chen/Getty Images

الانفصال المدمر

ميلانو ــ على مدار العام الماضي، أصبح مسار العلاقات الصينية الأميركية واضحا على نحو لا يقبل الجدال: فالولايات المتحدة والصين تتجهان نحو انفصال جوهري وإن لم يكن كاملا. وبعيدا عن مقاومة هذه النتيجة، يبدو أن كلا الجانبين الآن تقبلا حقيقة مفادها أن اللعبة أصبحت غير تعاونية إلى حد كبير، حتى أنهما يعكفان على تضمين هذه الحقيقة في أطرهما السياسة. ولكن ما هي حتميات هذا الانفصال على وجه التحديد، وما العواقب التي ستترتب عليه؟

على الجانب الأميركي، أدت المخاوف بشأن الأمن القومي إلى خلق قائمة طويلة ــ ولا تزال في ازدياد ــ من القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين والاستثمارات هناك، وكذا على قنوات أخرى تنتقل التكنولوجيا عبرها في مختلف أنحاء العالم. لتعزيز تأثير هذه الاستراتيجية، تحاول الولايات المتحدة التأكد ــ بما في ذلك من خلال التهديد بفرض العقوبات ــ من انضمام دول أخرى إلى جهودها.

ربما كان هذا النهج ليلقى مقاومة شديدة، بما في ذلك في أوروبا، لولا الحرب الدائرة في أوكرانيا. يبدو أن الصراع أعاد ترسيخ العلاقات عبر ضفتي الأطلسي، بعد بضع سنوات من الانقسامات. وعلى الرغم من التزام الصين جانب الحياد رسميا في الحرب، فإنها ظلت ملتزمة أيضا بما يسمى "الشراكة بلا حدود" مع روسيا، والتي أَكَّـد عليها الرئيس الصيني شي جين بينج في زيارته الأخيرة إلى موسكو التي دامت ثلاثة أيام.

https://prosyn.org/UDJ17oUar