khrushcheva126_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_putintrump Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

ترامب وبوتين كما تحكي الكتب

موسكو– إننا محكومون من قبل شخصيات وليس من قبل أشخاص، ويحدث هذا على نحو متزايد. إذ تُذكرنا رئاسة دونالد ترامب على طريقة برامج الواقع، أو الرسوم الكاريكاتورية التي تجسد استبداد فلاديمير بوتين، بفيلم الديكتاتور العظيم، الذي أخرجه  تشارلي تشابلن عام 1940. ومع ذلك، في كل من روسيا والولايات المتحدة– قطبين متضادين أصبحا صورتين طبق الأصل تقريبا من احديهما الأخرى- يمكن اعتبار الرسائل الانقسامية الشعبوية للديكتاتوريين، الذين يشبهون شخصية الديكتاتور في فيلم تشارلي، أن تتسم بأي شيء سوى بالحس الكوميدي.

ويتطلب التعامل مع هذه الشخصيات السخيفة والمزعجة أن نطَّلع على أكثر من مجرد السينما الكلاسيكية. فنحن بحاجة إلى نوع من الأدب الذي يذكرنا بالسبب الذي يجعلنا على ما نحن عليه. وتقدم القصص العظيمة خارطة طريق أخلاقية؛ وعندما يكون هناك نقص في الفطرة السليمة، يمكنها الحفاظ على أرضية واحدة وسط الفوضى وعدم اليقين.

وبالنسبة للولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك رواية بعنوان It Can’t Happen Here(لا يمكن أن يحدث هنا)، وهي من تأليف سينكلير لويس عام 1935، أو رواية فيليب روث لعام 2004، The Plot Against America (المؤامرة ضد أمريكا). وفي رواية روث التي تحكي تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1940، يؤدي تشارلز ليندبرغ، الذي يمثل اللجنة الأمريكية الأولى، دور الشعبوي المبتذل. ولكن، على عكس ليندبرغ، الذي هزم الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، في الرواية، أضعف أداء ترامب هذا الأخير في الآونة الأخيرة: فهو الآن يتخلف عن جو بايدن، المرشح الديمقراطي المفترض، بعشر نقاط.

https://prosyn.org/DgsQC7far