khrushcheva130_Ben HastyMediaNews GroupReading Eagle via Getty Images_trump rally Ben Hasty/MediaNews Group/Reading Eagle via Getty Images

دونالد ترامب، صُنع في أمريكا

موسكوتتحدى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 – التي ينبغي أن تهدأ رحاها - الفكرة الشائعة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو خادم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حتى لو خسر ترامب الانتخابات، فإن أداءه - الذي حصل على ملايين الأصوات أكثر مما فعل في عام 2016 - يشير إلى أنه سيد الدعاية، وأن بوتين هو الشخص الذي يجب أن يدون الملاحظات. في الواقع، قد تُصبح حملة ترامب الانتخابية الكاذبة نموذجًا جديدًا لكيفية عمل الديمقراطيات الفاشلة (والأنظمة الاستبدادية التي تتظاهر وكأنها ديمقراطيات) لاختيار قادتها في القرن الحادي والعشرين.

في الواقع، لا يمكن إنكار براعة ترامب في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يصدر تيارًا مُتوقعًا من الخطابات شبه المُتماسكة والمليئة بالمشاعر لإثارة الشكوك حول الحقائق الثابتة، في حين  يعمل على تشويه سمعة خصومه وتعظيم مكانته. أصبح هذا السحر الرقمي الأسود - الذي تُضخمه منصات شبكات التواصل الاجتماعي وقناة فوكس نيوز الإخبارية من أجل الربح - عنصرًا أساسيًا في أسلوب "القيادة" الذي ينتهجه ترامب. مع استمرار تراجع شعبيته، قد يحاول بوتين إتباع أسلوب مُماثل.

بالإضافة إلى أساليب ترامب المُميزة التي تتمثل في تعظيم الذات واستخدام الحيل الديمقراطية، فإنه يتمتع بقدرة فريدة على استخدام الدعاية بشكل غير ملائم لتجنب جميع أشكال المساءلة. لا شك أن الحكام المستبدين الآخرين في العالم يُجيدون أيضًا التلاعب بالرأي العام. على سبيل المثال،استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصور المُجسمة الثلاثية الأبعاد، أو ما يُعرف "بالهولوغرام"، للظهور مثل الإله في تجمعات متعددة في وقت واحد. وبالمثل، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بارتداء سترات مُفصّلة حسب الطلب تم نسج اسمه بالكامل بخطوط ذهبية عليها. وقد أصبح الجميع الآن على دراية بصور بوتين على ظهور الخيل عاري الصدر.

https://prosyn.org/Uv3eZplar