chellaney121_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_trumpmilitarysoldiersarmy Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

أميركا وهوسها المحبِط بالشرق الأوسط

نيودلهي ــ "إن الدول العظمى لا تخوض حروبا لا نهاية لها"، هكذا أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب حالة الاتحاد عام 2019. الواقع أنه محق: فقد أسهم التورط العسكري في الشرق الأوسط في الانحدار النسبي للقوة الأميركية وعمل على تسهيل صعود الصين القوي. ولكن على الرغم من ذلك، وبعد مرور أقل من عام واحد من ذلك الخطاب، أصدر ترمب أمرا باغتيال القائد العسكري الأقوى في إيران، الجنرال قاسم سليماني، الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة إلى حافة حرب أخرى. هذا هو مدى قوة إدمان أميركا على التدخل في الشرق الأوسط المبتلى بالتقلبات المزمنة.

لم تعد للولايات المتحدة مصالح حيوية معرضة للخطر في الشرق الأوسط. فبفضل اكتشافات النفط والغاز الصخري أصبحت الولايات المتحدة مستقلة في تلبية احتياجاتها من الطاقة، وعلى هذا فإن حماية إمدادات النفط القادمة من الشرق الأوسط لم تعد ضرورة استراتيجية. الواقع أن الولايات المتحدة حلت محل إيران كمصدر مهم للنفط الخام والمنتجات البترولية للهند، ثالث أكبر مستهلك للنفط بعد أميركا والصين. علاوة على ذلك، لم تعد إسرائيل، القوة العسكرية الرائدة في المنطقة (والوحيد المسلحة نوويا)، تعتمد على الحماية الأميركية اليقظة.

غير أن الولايات المتحدة لديها مصلحة حيوية في مقاومة الجهود التي تبذلها الصين لتحدي المعايير الدولية، بما في ذلك من خلال النزعة التحريفية على الأرض وفي البحر. ولهذا السبب، وَعَد باراك أوباما، سَلَف ترمب، بتحويل "المحور نحو آسيا" في وقت مبكر من رئاسته.

https://prosyn.org/0aIWM5uar